10ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : { قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما
لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والامتلاء ، ويبتكرون في وسائل
الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم
لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم
يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ،
ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء
العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم
المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد
جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما لبث أن جاء
بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع
بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم
، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي
الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم
المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو
إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك
إليهم ؟
13و12 ـ لا تكثري جداله لا تكثري جداله لا تكثري جداله ) هامة جدا جدا(
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من
جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ،
فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة.
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون
هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد
نقاشٍ أو جدال .
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر ،
وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا
في ماله بما يكره } .
14 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في
لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا
الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها بالفعل ،
ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج بعد هدوء
الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في
الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام
عليها رائحة الجنة } .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة
حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع
الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه
الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من
معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل
والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام
الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ، وحسن
معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ،
كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها
أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك
الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه
، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ،
وليس في أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان
معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر أن ينظر
إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى
يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه
الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : { ويل للنساء
من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله
الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه .
17 ـ اشكري زوجك :
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر
الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج
على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن
الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن
لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن
شكر الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن
بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ، ففضله عليها
كبير ، وحقه عليها عظيم.
على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن
تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
علي الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج( الظروف
المادية والنفسية ) بكياسة وفطنة .
واعلمي أختي المسلمة أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام
تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل الأمهات
القدامى كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه
عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الدعة والراحة ، فخارت
عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم
حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن يمدهما
بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل بها في
البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمرها بالذكر ،
ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الله مع الصابرين :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال تعالى : {
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال
صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً
خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ،
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن
الداء ، فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني
آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً
وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق
الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل
من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ،
وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص
لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
وأخيراً : تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة والتي أسأل
الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع وتطبيقه في
واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور الكتاب
والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا .
وأسأل الله أن يرزق بناتنا الأزواج الصالحين
وأن يرزق أبناءنا الزوجات الصالحات