حذرت تقارير استخباراتية أوربية من لجوء عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خلال الأيام المقبلة، إلى اختراق الحدود الشرقية لجمع زكاة الفطر من سكان القرى.
وكشفت التقارير نفسها أن مسلحي الجماعات الإرهابية بالجزائر يتحينون الفرصة لاجتياز الحدود المغربية، لكنها استدركت قائلة: «ليس من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، ولكن طمعا في جمع أموال الزكاة، خصوصا أمام تضييق الجيش الجزائري الخناق عليها، ما دفع أفرادها إلى التخطيط لكل الطرق التي تمكن من جمع المؤونة وتخزينها وتحصيل أموال زكاة الفطر، حتى ولو اضطروا إلى اللجوء إلى بعض القرى المغربية».
وتحدثت المصادر نفسها عن أن هناك تعليمات إلى عناصر التنظيمات الإرهابية بزيارة قرى حدودية في البلدين، وحث سكانها على جمع مال زكاة الفطر. وقالت المصادر إن الجماعات الإرهابية تفرض أحيانا دفع مال الزكاة نقدا، وأحيانا دفعها قوتا من المواد الغذائية.
وأفادت المعطيات ذاتها أن خطة التنظيم الإرهابي وضعت في حساباته العائدات المالية التي سيجنيها من القرى المغربية القريبة من الحدود، إضافة إلى مدن وقرى جزائرية سبق له أن طالب سكانها بجمع أموال الزكاة، مشيرة إلى أن آخر ضحاياه سكان ولاية بومرداس الجزائرية، الواقعة ضمن محور نشاط الصفوف الأولى للتنظيم، إذ ألزمت القاعدة سكانها بضرورة تسديد زكاة عيد الفطر، وسجلت شكاوى شبيهة في قرى أخرى، ذكر سكانها تعرضهم لعمليات ابتزاز وسلب لأموالهم وممتلكاتهم تحت حجة «زكاة الفطر».
ولفت إيقاف بعض أعضاء التنظيم الإرهابي بالجزائر الانتباه إلى خطتهم في جمعهم الأموال واجتياز الحدود المغربية، إذ أشارت المصادر ذاتها إلى أن عمليات اعتقال إرهابيين، أخيرا، أثارت انتباه مصالح الاستخبارات الأوربية، بعدما كشف التحقيق مع شبكات «دعم للإرهاب بالجزائر»، أن أفرادها خططوا لابتزاز سكان القرى الحدودية مع التهديد باستعمال القوة.
وحسب التقارير نفسها، فإنه، مقارنة بحجم الأموال التي تتحصل عليها الجماعات الإرهابية من عمليات الخطف، لا تشكل أموال زكاة الفطر الشيء الكثير في «غنائمها»، لكنها تضطر، أمام الحصار الأمني، إلى اللجوء إليها من أجل توفير تموين الحد الأدنى من متطلبات الأكل والشرب، مشيرة إلى حادثة المواجهة بالأسلحة النارية بين حراس الحدود المغاربة وأربعة جزائريين تسللوا إلى دوار أولاد عامر بجرادة للتزود بمواد غذائية، علما أنها ليست المرة الأولى التي يتسلل فيها الجزائريون بمجرد أن يحكم الجيش الجزائري الطوق على عصابات التهريب والجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ولم تخف المصادر نفسها أن تسلل الإرهابيين إلى المغرب يقلق المصالح الأمنية، سيما أن محاصرتهم من قبل الأمن الجزائري في مناطق معزولة يدفعهم إلى اجتياز الحدود من أجل التزود بالمواد الغذائية، مشيرة إلى أن باقي أفراد الجماعة يستقرون غير بعيد عن الحدود، ويعودون إلى مخابئهم في الصحراء والجبال بعد تنفيذ مهامهم.