كثيرا ما تحصل المشاكل بين الأزواج نتيجة انقطاع التحاور بينهما مما يؤدي أحيانا للانفصال التام بينهما. فلا هذا يستمع لتلك و لا هاته تعرف ما حاجة ذاك. ويصبح الكلام مجردا من التواصل الفعلي أو التفاهم.
المرأة الثرثارة والرجل الصامت.....هل من تواصل ؟ سوف احاول أن اعرف عن بعض خصوصيات المرأة و الرجل في التحاور، حتى اسهل على الأزواج معرفة كيف تخاطب المرأة وكيف يخاطب الرجل ؟ نعم لكل منهما أسلوب في الإدراك مختلف عن الآخر لهذا ننصح كل من الجنسين مراعاة الآخر عند التحدث إليه أو لشرح موقف ما أو وجه نظر خاصة.
قلة الكلام عند الرجل من الحكمة أو من الحيلة ؟
علينا أن ندرك أولا أن الرجل، بخلاف المرأة، أحادي التفكير بمعنى أن نظام التفكير عنده يفصل بين الحس والعقلانية، فمدارك الإحساس عنده تعمل بتناسق ولكن بانفصال. لذلك فان الرجل يمكن أن يعطل أحاسيسه بسهولة عند يفكر أو يتكلم. و يمكن أن يعبر بأقل مفردات ممكن عن فكرته و عن رأيه. ومن المخطئ سيدتي أن تظني أن زوجك لا يريد الحديث معك إذا تكلم قليلا أو أنه قليل الكلام في البيت لعزق منه. ففي أغلب الأحيان لا يكون هذا مقصودا والرجل يمارس طبيعته الفيزيولوجية عندما يلازم الصمت لأنه في مخيلته قد تكلم بما يكفي أن يفهمه من حوله.
ولا يخفى علينا أن ننصح الرجال بتفهم موقف المرأة التي تودّ أن تسمع زوجها أكثر فأكثر ولا مانع إذن لو تعمدت سيدي أن تعيد كلامك بعبارات أخرى مراعاة لإحساس الأنثى و تقديرا لوجودها ومكانتها في الأسرة.
أنت تتكمين كثيرا ولكن من يصغي اليك ؟
هل من العيب أن تتكلم المرأة كثيرا ؟ بالطبع لا. بل بالعكس إن المرأة التي تتكلم كثيرا هي كائن فاعل ومتدفق و خال من المشاكل. وقد أثبت العلم الحديث أن المرأة تدرك الأشياء بعقلها وإحساسها معا. و لها طاقة غريبة وخلاقة أن تعبر عن كل شيء في أحاسيسها و من أفكارها في آن واحد. لقد حاباها ربنا بعدة ميزات أهما قدراتها العقلية و الحسية المتوازية. والمشكلة أن معشر الرجال لا يرون المرأة من خلال قوتها الخلاقة بل من منظارهم الأحادي. فهم قليلوا الكلام وعلى المرأة أن تكون كذلك. يجب على الرجل أن يعي في زوجته قيمة الخطاب والحديت عندها لأنه من صميم أنوثتها.
وعليك سيدتي أن تختاري الوقت الجيد كلما أردت الحديث مع زوجك، خاصة في الأمور الهامة. لا يجب أن يكون خطابك لآن وحالا أن تنصت إلي، لأن زوجك لن ينصت إليك عندها.