نعم، حان وقت
الثورة سيد ديل نيدو! كل ما في الموضوع أنني بدأت أشعر بالحزن و اليأس
عند مشاهدة مباريات برشلونة في الليجا الإسبانية و حتى في دوري أبطال
أوروبا لأنها تبدو لي مملة فالمتعة و الإثارة هي أن تحتدم المنافسة بين
فريقين و ليس أن "يـأكل فريق ثمانية أهداف" و يتم الحط من كرامته دون ردة
فعل من لاعبيه و لا مدربه و لا أي مسؤول كيفما كان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بات من الصعب
أن يجاري فريق ما هذا العملاق الكتلوني و من الصعب أيضاً إيقاف زحف
العملاق المدريدي و إسكات جوزيه مورينيو بكلمة أو كلمتين.. لأن إيقافه يعني
تحطيمه أمام أعين برشلونة و بالتأكيد لن يرضى بذلك و همه الوحيد أن ينافس
و يبتعد عن الكتلان قدر الإمكان و بعدها التعثر قدر ما يشاء فهو ليس من
الأشخاص الذين يحبّون الاستمرار في الفوز و إلا سنراه يصرح في يوم من
الأيام أنه سيعتزل التدريب و كرة القدم بصفة نهائية لأنه ملّ و كلّ من
الانتصارات و الإنجازات و عدم قدرة الآخرين على هزمه و لو لمرة واحدة !!
معنى
ذلك أن برشلونة الحالي يحتاج لشيء واحد و هو البحث عن رياضة جديدة
يمارسها غير كرة القدم لأن لا فائدة و لا وجود لمتعة بعد الآن إذا كانت
المعادلة في مبارياته تساوي "النصر بالنسبة له" و حتى لو تعثر فإنه يتعادل
بشق الأنفس و تشعر و كأن كبيراً كإيه سي ميلان الإيطالي حصد نقطة بوزن من
ذهب من مجرة نجوم كوكب زحل أو بطل العالم في قارة "زُمُرُّد" !
البعض
سيتحدث عن مقالي السابق و ينتقدني "كالعادة" و هذا لن يؤثر في ما يخالجني
من أحاسيس لأنني سأعترف بأن لعبة كرة القدم ستلقى نهايتها المؤلمة بسبب
ميسي و رفاقه لأنه بالغوا في التألق و الإبداع.. و سيضطر الناس للبحث عن
بديل للرياضة الأكثر شعبية في العالم و ربما الحل للوقوف دون "موت هذه
اللعبة" هو تطويرها من حيث القوانين في المستقبل القريب و جعلها تتأقلم مع
ظهور أندية جديدة بمقام برشلونة للحد من سطوتها و تقريب الفوارق بينها و
باقي الأندية لجعل المتعة و الإثارة عنواناً لمعظم المباريات و كي لا تفقد
هذه الرياضة جماليتها و مدى افتخار الناس بممارستها و متابعتها عن قرب.
لا
تنتقدوني بسبب كتاباتي لأنّي لسان حال الناس الذين يكتمون شعورهم في بعض
الأحيان و أنا ذلك الشخص الذي يتمرّد بقول الحقيقة و بالنظر إلى الواقع
المرير و توقع "شيء" من المستقبل و إلا فليتوقف الجميع عن الكتابة و الحديث
عن كرة القدم حتى مايو المقبل و نكتفي فقط بالمشاهدة و نرى من سيفوز
بالليجا و دوري أبطال أوروبا دون تحليل و تقريب لزوارنا من وضع الأندية
جولة بجولة...
الشيء الذي يدعو للتفاؤل هي "ثورة الليجا" التي أعلن
عنها رئيس إشبيلية خوسيه ماريا ديل نيدو على الرغم من أنها لا تحظى حالياً
بالدعم المطلوب من باقي رؤساء و مسؤولي الأندية الأخرى لكنها بكل تأكيد
ستكون "بداية النهاية" للسطوة الكتلونية و المدريدية على الألقاب و على كل
ما له علاقة بكرة القدم في إسبانيا و لعل تقسيم مداخل البث التلفزيوني
بالتساوي بين جميع الأندية هو الحل "المنشود" بالإضافة إلى إيقاف الفوارق
الشاسعة بين الأندية من حيث التعاقدات و دخول سوق الإنتقالات في كل صيف
بفضل القانون الجديد الذي سيعتمده الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على جميع
الأندية المشاركة في المسابقات الإقليمية في الموسم القادم.