أَلَمَّت بِنا ذَاتَ اللِّثَامِ لِلَيْلَةٍ
فَمَا سَفُرت إلاَّ وَوَلَّى ظَلامُها
وَقَدْ نَثَرَتْ دُرَّاً بِدَمْعِ عِتَابِهَا
وَرَاقَ لِقَلْبِي دَمْعُهَا وَمَلامُها
وَلمَّا أمَاطَتْ ذَا اللِّثَامَ سَألتهُم
هَلِ الْبَدْر يَحوي مَا حواه لِثَامها ؟
أمِ الفجرُ إلاَّ مَا بَدَا فِي جَبِيْنَها
أمِ الوردُ إلا ما غلاهُ ابْتَسامُهَا ؟؟
تُغالِبُني بِالشَّوْقِ وَالروح رهنها
وفي الحب قد أضحى الفؤاد غُلامُها
وأمسى غرامي ندّها رغم صَدّها
كَمَا بات نِدّي في الأنام غرامُها
تسائلني ما العشق قلت مَشاعِرٌ
سَمَتْ بالهوى ما لم يَجدُّ ملامُها
سَكَتُّ فقالت قُلْ فُقُلْتُ ألم أقل
مشاعرنا للوصل زاد أوامُها
وإن الورى الدولابَ أضحى كقطبها
يزين الوفا إحرامه واحْترامُها
فَلم يُرضها هذا الجواب وساءَلَت
أمملكة العشاق أنتَ إمامُها ؟
أيا حُبُّ حدثني بمملكة الهوى
وصِفْها فقد زاد السؤالَ هيامُها
وقالت أطل عنها الحديثَ فإنني
أُحسُّ بنَفْسي شوقها وُهيامُها
فلله نفسي تبتلى وبمهجتي
تباريح عشق لا يطاق اكتتامها
فقلتُ سلي الأنسَامَ في نَزَوَاتها
سلي النفس كَمْ طال فيها احتكامها
سلي الغيمَ إذ يبكي سلي الورد مونقاً
سلي أدمع العين الكثير سجامها
سلي الشعر والنَّجوى سلي الوَرْقَ والنّدَى
سلي معشر العُشاق طال اهتضامها
سلي الليلَ عنها كم أضاءت عتومه
على بارق النَّجَوى وبان ابتسامُها
سَلي قلبك المفتون بي , روحك التي
إلى الملتقى بالشوق زاد ضرامُها
وطافت بأرجاء القلوب وأصبحت
سراج الهوى والعشق باتَ نظامُها
فمملكةُ العشاق في المجد نُضَّدَت
وَفِي صُحَفِ الأيَّامِ عَزَّ مقامها
ترود العطايا حيث أضحى سرورُها
وتمسي الأماني حيث دام دوامُها
بها أُمَّة قد أرضع العشق حالها
زماناً ولم يأتي الغداةَ فطامها
ومنها تناجيها ومنها نعيمها
وفيها أمانيها وفيها كَلامُها
وَعَيني إِلى سكانها قد تطلعت
وروحي كادت تستردّ مرامها
أرى الناس أفواجا تروم ودادها
رجاءَ حبيب والرجاء أمامها
وَتْنزل أشواقٌ وتصعد مثلـها
ويدخل فيها للسلام حَمامها
تُزاحم أشجان القلوب ببابها
ويكثر حين الازدحام التحامها
إذا ما هوتها من بعيدٍ ترققت
وإن هي لم تفعل تبدَّى احترامها
يروح ويغدو العاشقون لأجلها
هياماً وحقاً كَانَ فيها هيامُها
إليها انتماءُ القلب مثل ولائه
وللروح فيما ترتجيهِ احتكامها
إذا عُدَّت الأمجاد فَهيَ قَمينةٌ
وإن عُدَّت العشاق إني إِمامُها .
سلاااااااااااااااااااااام