السحب الفوري لرخصة السياقة وغرامة مالية تصل إلى 4 آلاف دينار
المختصون: الإجراء بإمكانه تقليص حوادث المرور
تعكف مصالح وزارة النقل على إعداد تدابير قانونية تقضي بمنع سائقي السيارات الخاصة من التدخين أثناء القيادة طبقا للسياسة الرامية لتأمين سلامة السائقين أثناء قيادة المركبات والتقليل من حوادث المرور التي تتسبب في مقتل 4000 شخص سنويا.
وكشف مصدر موثوق من وزارة النقل لـ "الشروق" أن مصالحهم بصدد وضع الروتوشات الأخيرة لمشروع مرسوم تنفيذي يمنع أصحاب السيارات من التدخين، أثناء قيادة المركبات، وفي حالة ضبط السائق في حالة تلبس فسيتم إدراج ذلك في خانة مخالفة التدخين داخل المركبة، وهي المخالفة التي يترتب عنها سحب رخصته فورا إلى جانب فرض غرامة مالية تصل إلى 4000 دج.
وأضاف مصدرنا أن قرار منع التدخين أثناء القيادة بعد أن تم منعه من قبل في وسائل النقل العمومية وسيارات الأجرة، يهدف بالدرجة الأولى إلى الحد من ظاهرة حوادث المرور التي تتسبب يوميا في مآس للعائلات، حيث لا يمر يوم دون تسجيل عشرات الحوادث في مختلف مناطق الوطن لدرجة أنها أصبحت تحصي 80 قتيلا أسبوعيا مما جعل الجزائر.
الإجراء الذي تعكف عليه مصالح عمار تو جاء بعد دراسة للأسباب الرئيسية لحوداث المرور، والتي يتسبب فيها العامل البشري من بينها التدخين أثناء القيادة بنسبة 84 بالمائة.
وفي هذا السياق قال رئيس نقابة سيارات الأجرة بوعجمي أيدروس لـ "الشروق" إن هذا الإجراء جد إيجابي، فمنع التدخين خلال القيادة سيكون خطوة تكميلية لمنع التدخين في سيارات الأجرة وبالتالي التقليل من حوادث المرور،مؤكدا على أن التركيز مع السيجارة يفقد توازن السائق وبالتالي يؤدي إلى حوادث مرور.
ووصف رئيس عمادة الأطباء محمد بقاط بركاني، قرار منع التدخين داخل السيارات الخاصة بغير الكافي، مشددا في تصريحه لـ "الشروق"، على ضرورة سن قانون يقضي بمنع التدخين للحد من تفاقم الإصابة بسرطان الرئة الذي يصيب 9 آلاف جزائري كل سنة.
وقال المتحدث إن تدخين السائقين أثناء قيادة المركبات يؤثر بصفة خطيرة على الأعصاب ويؤثر على الحواس الخمس، مؤكدا على أن السلطات الجزائرية ملزمة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع التدخين في كل الأماكن دون استثناء والتكثيف من التحسيس لتشويه صور.
من جهته قال رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني المقدم عبد الحميد كرود، إن الإجراء إيجابي، فمنع التدخين على السائقين أثناء القيادة سيقلل من حوادث المرور التي يسببها العامل البشري حسب الإحصائيات المتوفرة بنسبة تتجاوز 84 بالمائة.
وعن كيفية تأثير السيجارة على السائق أثناء قيادة مركبته قال المقدم كرود، إن السائق أثناء ركوب سيارته يجب أن يتفرغ للسياقة بجميع حواسه، وإشعال السيجارة في بعض الأحيان يجعله يفقد التوازن بين استعمال أصابع اليد في مسك السيجارة، أو التحكم في المركبة وبالتالي يمكن أن يحدث خللا في حركة السائق تؤدي به إلى حوادث مرور.
من جهة أخرى يقول المتحدث إن سقوط سيجارة سهوا من بين أيدي السائق أثناء قيادة مركبته، وخوفا من أن تقع على ملابسه أو تحرق بعض نقاط جسمه، يقوم بحركة لاإرادية سريعة في المقود وبالتالي ينحرف عن المسار، أو يصطدم بإحدى السيارات التي تسير في نفس الطريق.
وأضاف المتحدث، أن هذه الحالة ترتفع خاصة في فصل الشتاء، حيث تنقص روية السائق المدخن بسبب الضباب الذي يحدثه بخار السجائر الذي يغطي زجاج السيارات بصفة كاملة، وبالتالي يحجب الرؤية.
وعكس الآراء السابقة التي تؤيد المشروع فإن منع التدخين على السائقين بمنظور الحقوقي بوجمعة غشير يعتبر تعديا صارخا على الحريات الشخصية، داعيا وزارة النقل إلى اتخاذ إجراءات أهم للحد من إرهاب الطرقات على غرار إصلاح الطرقات والقضاء على النقاط السوداء التي تخيم على المنظومة المرورية في الجزائر، وجعلتها تحتل المرتبة الرابعة عالميا في حوادث المرور.