]ارتأيت أن أحدثكم في هذا الموضوع عن ظاهرة خطيرة منتشرة وسط مجتمعنا بل وأصبحت تعتبر بالعادية اخترت أن يكون عنوانها أفكار الأنانيون عن الدين او بطريقة أخرى الاهتمام بالمصلحة الشخصية دون اكتراث بالمصلحة العامة
إن هذا النوع من الخلق الرديء يسيء الى المجتمع الإسلامي إساءة بالغة فان الشخص الذي لاتهيجه إلا منافعه الخاصة ولا يكترث للمصلحة العامة شخص تشقى به البلاد والعباد
والمجتمع الزكيّ يقوم على رجال يعرفون حق الله وحق الجماعة عليهم ويوم ينشغل هذا وذاك بأداء ماعليهما من واجب فان الثمرة الدانية في هذا المجتمع أن يصل إلى كل امرئ حقه الطبيعيّ دون ضجر أو جدل
والأنانيون عندما يسلطون أفكارهم الضيقة على الدين يمسحون نصوصه ويحرفون الكلم عن مواضعه فهم يفهمونه ثوابا بلا عمل وثمرة بلا غرس أو عقابا يقع على الآخرين وحدهم وهيهات أن يمسهم منه لفح ...
اجل فان المحصورين في حدود أنفسهم وأثرتهم ومنافعهم الذاتية تنعكس نصوص الدين مشوهة في أفكارهم فليسو يفهمون منها الّا مايشتهون
سألني بعضهم أليس مصيرنا الجنّة ونحن المسلمون مصداق قول رسول الله ((من قال لااله إلا الله دخل الجنة )) البخاري
فنضرت إليه وقدّرت المسافة بين عمله وأمله فوجدتها بعيدة بعيدة ورأيت انه لايحفظ من الإسلام إلا مايظنه عونا على كسله كالمتسول الذي تغيب عن ذهنه آيات القران كلها فلا يعي منها إلا أية واحدة ((من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )) الأنعام 160
فهو يقرأ الآية ليستدر بها الأكف ويجمع الأموال
قلت ألا تعرف من سنّة رسول الله الّا هذا الحديث وحده؟
إن رسول الله الى جانب مارويت يقول ((لايدخل الجنة قتات)) البخاري
ويقول ((لايدخل الجنة قاطع رحم )) البخاري
ويقول ((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) الترمذي
ويقول ((ليس منا من غشنا )) مسلم
ويقول ((ليس منّا من لطم الحدود,وشقّ الجيوب ,ودعا بدعوى الجاهلية )) الترمذي
ويقول(( ليس منا من خبّب_أي افسد_ امرأة على زوجها )) ألمنذري
ويقول ((ليس منا من لم يوقر كبيرنا ,ويرحم صغيرنا ,ويعرف لعالمنا حقه)) الترمذي
افنيست هذه السنن كلها لأنها تدلك على مارتبط بعنقك من واجبات ,ولم تع الّا ماحسبته حقا لك وهو الجنّة فأنت تطلبه بلا ثمن
وهذا الصنف من الناس ضعيف الاحساس بأخطائه فاذا اكره على الشعور بنقيصة اقترفها اعتقد انّ في استطاعته تكفير سيئاته كلّها باعتذار تافه او حسنة خفيفة
ان اولي الالباب لما دعوا الله ان يغفر ذنوبهم كان من اجابته لهم ان قال بعد بسم الله الرحمن الرحيم ((فالّذين هاجرو وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا لأكفرنّ عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنّات تجري من تحتها الأنهار )) آل عمران (195)
امّا الحمقى فهم الذين يتوهمون انّ خطيئاتهم الكبرى تذوب من تلقاء نفسها دون ان تعالج بالدّلك والتطهير والانقاء ومايتبعه ذلك من جهد مضن وسهر طويل
وتأكد ان الثواب الجزيل لايسوقه الله عزّ وجلّ في عمل كالوضوء الّا اذا صاحبه من عمق الايمان وصدق الاخلاص وجمال الاحتساب مايجعل صاحبه اهلا لأن يبذل النفس والنفيس في سبيل الله تبارك وتعالى
أتمنى ان اكون قد وفقت في افادتكم ولو قليلا من خلال هاذه المقتطفات للدكتورمحمد الغزالي من كتابه "جدد حياتك " كما أدعوكم لتناول هذا الكتاب لما يحتويه من فوائد وارشادات في منتهى الروعة والسلام عليكم