بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفتاح السماء ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :الدعاءهو تلك
(
الرسائل الباكية )
التي نرسلها إلى السماء بوجل
وننتظر عودتها بانكسار
و نحن نردد :
(
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)
الدعاءهو تلك
(
اليد المتعبة)
التي نطرق بها أبواب السماء
وننتظر أن يؤذن لنا
ونحن نكرر :
(
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
الدعاء
هو أن تمد يدك و أنت الفقير
إلى..
غني.. كريم.. قدير
وأنت متيقن تماماً
أن اليد الممدودة إلى السماء
لا تعود فارغة أبد
أيها ألموحدون:
الدعاءلقلوبنا عزاء .. و ليأسهارجاء .. و لحزنها جلاء
فلنحمد الله..
أن وفقنا إليه
ودلناعليه..
وأهدانا إياه .. رحمة منه وكرم
قال ابن عيينة:
(
لأنا مِن أن أمنع الدعاء أخوف .. مني أن أمنع الإجابة)
- لله دره من قلب -
أن تمنع الدعاء
يعني أن
(
تضنيك الدروب)
و
(
تشغلك المسافات )
وتقضي عليك
(
صروف الدهر)
أن تمنع الدعاء
يعني أن تخوض(
معركة الحياة ) .. بلا ( سيف )
وتواجه ( تقلباتها ) .. بلا (
درع )
وتتلقى
(ضرباتها) .. بلا (حجاب)
فتخر
جريحا ..
كسيرا .. صريعا
لا حول لك ولا طول
أن تمنع الدعاء
هو أن تألف الموت و تتوهم الحياة
وأي حياة تريد .. و أي عيش ترجوا
وقد أمسيت مرتهنا إلى ضعفك
(
وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )
وأي حياة تريد .. و أي عيش ترجوا
وقد فقدت وقود الأمل بداخلك
و حرمت فضل القوي الجبار القادر على كل شيء
القوي الذي أمره بين كاف ونون
(
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
إن أضناك الانتظار .. و أردت القرار
واشتقت إلى أن تعود دعواتك
بفرج
(
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
وتشفى جراحك
بـ
(
قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ )
فلا بد لك أن تقف مع
(
أعظم قصص الفرج في التاريخ)
لتملك المفتاح وتعرف السر
سر الفرج .. سر زوال الكرب
سر المنحة الإلهية :
(
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
جمع الله تبارك وتعالى كل تلك القصص العظيمة في سورة واحدة
هي سورة الأنبياء
التي أهدتنا
(
مفتاح باب السماء )
سورة ..أنبأتنا
بأعظم قصة صبر
(
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
وأبكتنا
بأعظم قصة سجن
(
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
وأحزنتنا
بأعظم قصة عقم
(
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)
ليأتي الشفاء في الأولى:
(
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ
وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)
وتأتي النجاة في الثانية:
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)
ويأتي الوليد في الثالثة:
(
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ)
إقرأ بقلبك
ما قاله الله جل في علاه
بعد أن ساق لنا كل تلك القصص
(
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)
أسنان مفتاح الفرج .. ثلاثة:
(1)
(
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )
قال ابن السعدي :
(
لا يتركون فضيلة يقدرون عليها، إلا انتهزوا الفرصة فيها )
(2)
(
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً )
قال ابن جريج :
(
رغبا في رحمة الله ، ورهبا من عذاب الله) .
(3)
(
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )
قال أبو سِنَان:
(
الخشوع هو الخوف اللازم للقلب، لا يفارقه أبدًا ) .
أما وقد
سارعت نفسك .. في الخيرات
و ارتوى دعائك .. رغبة ورهبة
و تدثر قلبك .. بخشوع لا ينفك عنه
فأنتظرها بيقين :
(
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
أللهم ..إني أعوذ بك من علم لا ينفع
ومن قلب لا يخشع
ومن نفس لا تشبع
ومن دعاء لا يستجاب
ومن دعاء لا يستجاب
ومن دعاء لا يستجاب