أحب هذا الرجل ..
بقلم : محمود القلعاوى *
____________________________________
أُشهد
الذى خلق السماوات بلا عمد .. وبسط الأراضين على أرض جمد ، أنى أحبه فى
الله .. أحبه فهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحب هذا الرجل
العظيم .. عظيم طوال حياته قبل الإسلام وبعده .. كان دائماً الأول ..
دائماً فى المقدمة .. فكان أول من أسلم من الرجال .. وأول من جمع القرآن
الكريم .. وأول من سمى القرآن مصحفًا ، وأول خليفة لرسول الله فى هذه
الأمة ..
أحبه وأسأل أن أُحشر فى زمرته فى الفردوس الأعلى .. لكن
أنّىَ لى أن ألحق به وهو الذى شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه
و سلم بدراً و ما بعدها .. حياةٌ كلها جهاد وتضحية ، والعجيب أنه لم يكون
حضوراً وفقط بل كان دائماً له دوراً إيجابياً .. ألا تذكر معى موقفه فى
الهجرة وشرف الصحبة الذى ناله ؟! .. ثم تعالى معى أيها الحبيب ولحظة وفاة
النبى صلى الله عليه وسلم لحظة سقوط الكبار .. كان عمر بن الخطاب رضى الله
عنه الشديد فى الحق دائماً مهتزاً بل قال :- ( والله ما مات رسول الله ،
وليبعثه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ) .. ولكن الصِدّيق المحب لرسول
الله صلى الله عليه و سلم حباً جماً كان أكثرهم تماسكاً وأقواهم إيماناً ..
فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه ، ألا من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد
مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .. قال تعالى :- ( إنك ميت
وإنهم ميتون ) ، وقال :- ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن
مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجزي الله الشاكرين ) .. أشعرت بمدى إيمانه أخى الكريم ؟!
أحبه
حباً جماً فهو السهل المحبوب الذى يألفه الناس ويألف الناس .. كان محبوباً
فى قومه رضى الله عنه .. يعمل بالتجارة ولكن رب التجارة أقرب إليه من كل
تجارة ..
أحبه لأنه حمل الأمانة منذ أن دخل الإسلام .. فدعى وبلغ ما
وصل له حتى دخل على يديه الكثير الإسلام ، ومنهم :- عثمان بن عفان، وطلحة
بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف.
أحبه لأنه أسلم وهو من أغنى أغنياء قريش ومع هذا مات ولم يترك درهماً ولا ديناراً .. كل هذا إنفاقاً فى سبيل الله ..
أحبه
لأن خلافته كانت بركة من الله تعالى على الأمة بأسرها .. فقد اجتمعت الأمة
عليه ، وقضى على أهل الردة وفتنتهم ، ومدعى النبوة ، ووجه قوى المسلمين
جميعاً نحو فارس والروم ، فكان الفتح والنصر المبين ، فرضي الله عنه ولعن
كل من بغضه ..
أحبه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ففى حديث
عمرو بن العاص رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه على جيش
ذات السلاسل فأتيته فقلت :- أي الناس أحب إليك ؟ .. قال :- عائشة ،
فقلت :- من الرجال ؟ .. قال :- أبوها ، قلت :- ثم من ؟ .. قال
- ثم عمر بن الخطاب .. فعد رجالاً .... رواه البخارى .
أحبه
ولم لا أحبه وهو الذى قالوا عنه النبى صلى الله عليه وسلم :- ( ...... ولو
كنت متخذاً خليلاً لاتخذت ابن أبي قحافة خليلاً ، وإن صاحبكم خليل الله )
رواه الترمذى ..
نعم أحبه فخير البشر صلى الله عليه وسلم قال عنه :-
( إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق
السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وانعما ) رواه الترمذى ..
أحبه فهو سيدنا وعظيمنا وذلك بقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:- أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا .. يعني بلالاً بن رباح ..
أحبه
فهو خير الناس .. وكما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :- ( كنا نخير
بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ، ثم عمر بن
الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم ) رواه البخارى ..
أحبه
فهو أفقه الصحابة رضوان الله عليه جميعاً .. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وقال :- إن الله خير
عبداً بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ذلك العبد ما عند الله .. قال :-
فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد
خير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا
وكثير
وكثير من فضائل هذا الرجل .. فاللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك
العليا أن تجعلنا ممن اتبعوا هذا الصحب الكريم بإحسان ، وأن تحشرنا في
زمرتهم ، وأن تجمعنا بهم في جنات النعيم يا ذا الجلال والإكرام .. والحمد
لله رب العالمين
* مستشار اجتماعى وتربوى على شبكة الإنترنت .