من يقول الجزائر يقول " بلد المليون ونصف مليون شهيد"
بقلم الكاتب الصحفي رضا سالم الصامت
ذكرى49 لاستقلال الجزائر...
من يقول الجزائر يقول " بلد المليون ونصف مليون شهيد"، حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها شعب الجزائرالأبي بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائرالشقيق لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمر 132 عاماً.
بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.
كان القتال على أشده بين المجاهدين والجيش الفرنسي.
جيش فرنسا كان يفوق المجاهدين في العدة و العتاد ولكن لم يكن يفوقه في الإرادة والإيمان، فطيلة هذه السنوات لم يلن للمجاهدين عزيمة ولم يشكوا للحظة و إن سواعدهم وبنادقهم و ايمانهم بالله و بقضيتهم
العادلة هي فقط من حررت الأرض وأعادت الحق لأصحابه.
ومن هذا المنطلق كثف المجاهدون من عملياتهم ،فكانوا يبتكرون طرقا قتالية لم يعهدها المستعمر الفرنسي فجندوا لذلك النساء والشيوخ وحتى الأطفال الذين جرت في دمائهم الغيرة على بلد آباءهم وأجدادهم
فتخلوا عن ألعابهم و شاركوا المجاهدين في العمليات ومنهم من حمل السلاح !!!
رأى الجيش الفرنسي تشبث الجزائريين بأرضهم ..ورأى أن كل مساوماته لهم للتخلي عن وطن اسمه الجزائر باءت كلها بالفشل، زيادة عن الخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي تكبدها من ضربات المجاهدين ،و التي
أرغمته على التفاوض و اعتراف الرئيس الفرنسي " شارل ديغول" بحق الجزائريين في تقرير مصيرهم في أيلول - سبتمبر 1959
كانت جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي للشعب الجزائري في هذه المفاوضات ،والتي أبدى فيها المفاوضون الجزائريون حنكة سياسية فاجأت الجميع
صوّت الجزائريون جماعياً لصالح الاستقلال.. وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير، بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال ، سقط خلالها ما يقرب
عن المليون ونصف المليون شهيد.
الجزائريون أخرجوا المستعمر الفرنسي ببنادق صيد و قلوبهم مفعمة بإيمان راسخ بأن الله تعالى لن يضيع جهدهم و لن يخيب آمالهم لأنهم أصحاب حق والحق المسلوب لا يسترجع إلا بالقوة .