قال صلى الله عليه وسلم ((من ابتلي من هذه البنات بشيء...))،
استناداً إلى كلمة (ابتلي) معنى الابتلاء هنا: الامتحان والاختبار، على
اعتبار ما يتطلبه موضوع تربية الأنثى من جهد ونصب، ولأنه ذو قيمة وأهمية إن
تربية البنات بالإحسان والإتقان، وعلى منهج الرحمن...، سبيل إلى الرضوان
ووقاية من حمم النيران.
ويزيد النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيان الأجر والثواب لمن يربي البنات
ويحسن إليهن، فيقول: ((مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار
بإصبعيه السبابة والتي تليها))، فأي أجر وثواب أكبر من أن يحشر هذا المربي
مع رسول الله (ص) في الدخول إلى الجنة بفارق بسيط، هو ما بين الإصبع
السبابة والوسطى؟
وفي أي شيء؟...
في الإعالة أولاً، في الإنفاق والكسوة والإطعام، وفي التعليم والتوجيه...، في المقتضيات الضرورية من الرعاية الانسانية.
ويصور رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) مدة الإعالة...، حتى بينونتهن،
بالدخول إلى بيت الزوجية، وبهذا تنتقل المسؤولية، أو يموت الرجل عنهن،
فتنتقل المسؤولية أيضاً إلى من يلي أمرهن.
فليست المدة، أشهراً أو سنوات، أو زماناً معيناً محدداً، بل هي مطلقة، لا
تنتهي وتتوقف إلا بتغير الموقع الاجتماعي، بالزواج...، أو بفراق العائل لهن
فراقاً أبدياً.
إن المكابدة في (التربية)...، تربية البنات، لما هن عليه من كينونة متميزة،
ورسالة مستقبلية منتظرة، ودور أساسي، ووظيفة من أشق الوظائف الحياتية، هذه
المكابدة تقتضي الصبر، وتستلزم المصابرة، وما يتفرع عنهما من لأواء وضراء
وسراء...، فمن فعل ذلك من ذكر أو أنثى، من زوج أو زوجة...، من منطلق الرحمة
والعطف والحنان، أدخله الله الجنة ثواباً طيباً من عنده.
يقول (عليه الصلاة والسلام): ((مَن كنّ له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة برحمته لهن))... .
حتى ولو كانت واحدة..