في النهائي الحلم لكأس الأمم الإفريقية رقم 28 , يواجه منتخب كوت ديفوار نظيره الزامبي علي ملعب نجونج في العاصمة الجابونية ليبرفيل في لقاء يديره الحكم المغربي بوشعيب الأحرص.
نهائي العُرس الإفريقي يسعي خلاله منتخب "الأفيال البرتقالية" لاستعادة فرحة التتويج بعد 20 عاماً علي اللقب الوحيد الذي حققه زملاء حارسه التاريخي ألان جواميني علي أرض السنغال عام 1992 , في المقابل يأمل منتخب"الرصاصات النحاسية" في تحقيق الفوز في محاولته الثالثة في المباراة النهائية لتذوق طعم اللقب للمرة الأولي علي أرض البلد التي شهدت سواحلها سقوط طائرة الجيل الذهبي لزامبيا عام 1993 أثناء توجهها للقاء المنتخب السنغالي في تصفيات كأس العالم بالولايات المتحدة عام 1994.
النسخة التي انطلقت في الحادي و العشرين من يناير الماضي علي ملعب باتا في غينيا الاستوائية بين فريقها الوطني و ليبيا , تمكن كلا المنتخبين الغرب إفريقيين من بلوغ المباراة النهائية لها عن جدارة و استحقاق بعد أن قدما عروض قوية منذ البداية.
الأفيال الأوفر حظاً
5 انتصارات متتالية لعناصر المدرب الوطني فرانسو زاهوي خلال هذه النهائيات علي السودان بهدف وبوركينا فاسو و أنجولا بهدفين منحت كوت ديفوار صدارة المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط , وفوز كبير وسهل علي غينيا الاستوائية بثلاثية في دور الثمانية و أخر صعب وشاق علي تونس في الأربعة أعطتهم بطاقة التأهل الثالثة للمباراة النهائية ,علماً بأن نسبة نجاحهم فيها بلغ 50% بعد أن أحرزوا لقبهم الأول في أول تجاربهم خلالها بفضل تألق الحارس ألان جواميني في ركلات الترجيح ضد منتخب غانا في المرة الأولي في السادس و العشرين من يناير عام 1992 ثم أخفقوا في إضافة اللقب الثاني بعد أن اصطدموا بعملاق المرمي المصري عصام الحضري خلال تجربتهم الثانية علي ملعب القاهرة الدولي في العاشر من شهر فبراير وخسروا اللقب بنفس الطريقة أمام المنتخب المصري.
تألق المنتخب الذي تأسس إتحاده الوطني عام 1960 وبلغ نهائيات كاس العالم في أخر دورتين ويحتل الترتيب الأول إفريقياً و الثامن عشر عالمياً برصيد 779 نقطة, لم يكن وليد الصدفة حيث بدأه خلال مرحلة التصفيات بست انتصارات متتالية في المجموعة الثامنة علي الثلاثي رواندا و بورندي و بنين و جمع ثمانية عشرة نقطة وسجل تسعة عشر هدفاً جعلت من هذا المنتخب العملاق الأقوى و الأفضل و الأكثر نجاحاً بين 44 منتخباً شاركت في مرحلة التصفيات.
زامبيا المفاجأة السارة
لم يكن اشد المتفائلين من الشعب الزامبي يتوقع أن ينجح منتخب بلاده في بلوغ المباراة النهائية لهذه البطولة التي دخلها المنتخب الملقب ب "تشيبولوبو" كضيف شرف في المجموعة الأولي مع الثلاثي غينيا الاستوائية و السنغال و لييبا وخرج في صدارتها بفوزين علي "اسود التيرانجا" في اللقاء الأول بهدفين لهدف ثم تعادل مع ليبيا بهدفين في كل شبكة في الجولة الثانية قبل أن يختتم مشواره في الدور الأول بالفوز علي منتخب غينيا الاستوائية بهدف دون رد في الجولة الثالثة و جاء تصدره للمجموعة ليضعه أمام المنتخب السوداني في دور الثمانية فتجاوزه دون مشقة بثلاثية بيضاء, ثم جاء فوزه الثمين و التاريخي علي غانا في دور الأربعة بهدف دون رد ليؤكد رغبة مديره الفني الفرنسي الشاب هيرفي رينار في صنع تاريخ في القارة السمراء كمواطنه برونو ميتسو الذي قاد السنغال للمباراة النهائية في مالي قبل عشر سنوات.
الفارق الكبير في تاريخ وحاضر المنتخبين في نهائيات البطولة وفارق التصنيف الكبير أيضاً بين منتخب زامبيا الذي تأسس إتحاد الوطني 1929 ويحتل المرتبة 16 إفريقيا و 71 عالمياً برصيد 459 نقطة وكذلك ميل الكفة بشدة علي صعيد النجوم لمصلحة رفاق دروجبا, كلها أمور لن تقف حائلاً أمام الرغبة الجامحة لزملاء القائد كريستوفر كاتونجو في تزيين قميص منتخب بلدهم بنجمة ستمثل الإنجاز الأكبر لها طوال تاريخها الكروي.
أرقام المنتخبين خلال هذه النسخة
خلال هذه النسخة يملك المنتخب الإيفواري تفوق طفيف علي نظيره الزامبي علي صعيد الانتصارات بخمسة انتصارات مقابل أربعة , وبينما تساوي المنتخبين علي صعيد الفاعلية الهجومية بتسعة أهداف لكلاً منهما يبرز تفوق "الأفيال" علي صعيد الصلابة الدفاعية حيث حافظ حارس لوكيرن البلجيكي أبوبكر باري علي نظافة شباكه في المواجهات الأربع التي شارك فيها كأساسي أمام السودان وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية و تونس وهو ما نجح فيه زميله دانيال يبواه الذي أبقي شباكه نظيفة خلال اللقاء الذي دافع عن عرين بلاده أمام أنجولا.
أما الحارس كيندي مويني المحترف في فريق فري ستايت الجنوب إفريقي فتلقت شباكه 3 أهداف في أول لقاءين بواقع هدف من المهاجم السنغالي دامي ندوي في لقاء الجولة الأولي وهدفين من النجم الليبي أحمد سعد في الجولة الثانية, ومنذ ذلك الحين حافظ علي نظافة شباكه أمام غينيا الاستوائية في ختام الدور الأول و السودان في دور الثمانية ثم غانا في الدور قبل النهائي وهو اللقاء الذي تصدي خلاله الحارس صاحب ال 27 ربيعاً لركلة جزاء سددها نجم غانا اسمواه جيان في اللقاء الذي ساهم خلاله في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية.
أهداف كلا المنتخبين في هذه البطولة جاءت عن طريق 12 لاعب كلهم يلعبون في أندية خارج البلدين , بواقع 5 لاعبين من المنتخب الزامبي تصدرهم القائد كريستوفر كاتونجو لاعب هينان كونستروكشن الصيني بثلاثة أهداف وتساوي معه زميله الشاب إيمانويل مايوكا لاعب يانج بويز السويسري بينما سجل نجم الوسط رينفورد كالابا متوسط ميدان مازيمبي الكونغولي هدف وحيد ومثله للمدافع ستوبيلا سوينزو زميله في نفس النادي بالإضافة لهدف لمهاجم داليان الصيني جيمس تشامنجا.
أما " الأفيال" فقد سجل قائدها ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي الإنجليزي 3 أهداف و سجل ثلاثي الدوري الإنجليزي سالمون كالو زميل دروجبا في "البلوز" و يحيي توريه نجم وسط مانشستر سيتي و جرفينهو مهاجم ارسنال هدف وحيد مثلهم مثل الثنائي إيمانويل إيبويه مدافع جلطة سراي التركي و بوني ويلفريد مهاجم فيتيس أرنهيم الهولندي, بينما تكفل مدافع بوركينا فاسو بكاري كونيه بتسجيل الهدف التاسع في لقاء بلاده ضد كوت ديفوار في الجولة الثانية بالدور الأول.
توزيع تسجيل الأهداف بين شوطي اللقاءات التي خاضها كل منتخب متشابه تماماً حيث سجل كلا المنتخبين 4 أهداف في الأنصاف الأولي لهذه المواجهات مقابل 5 أهداف في الثانية.
[b]