HAMADI_H
عدد المساهمات : 412 نقاط : 2118 عضو نشيط : 0 تاريخ الميلاد : 20/11/1990 تاريخ التسجيل : 31/01/2012 العمر : 34 الموقع : °♣ اللهم صل ِ وسلم وبآرك على العزيز المصطفى ،، وإحفظ الجزآئر عآليـّة شآمخـة -- تحيــّـآ بلادي .♥ ،، ♣ °.. المزاج : الحمد لله
| موضوع: بين الجاهلية الأولى وجاهلية اليوم 22/2/2012, 03:39 | |
| بين الجاهلية الأولى وجاهلية اليوم ليست الجاهلية الأولى بأحوج إلى الإصلاح الدينى من الجاهلية الأخرى، بل ربما كانت هذه أحوج من تلك إليه .. فقد كانت الجاهلية الأولى تعبد الأوثان لتقربها إلى الله زلفى بينما جاهليتنا تعبد الأحجار والأشجار والأحياء والأموات والأبواب تبركاً وتقرباً (والدرهم والدينار والقطيفة والخميصة والموضة والسفور والخلاعة والمجون وقلة الحياء والتكالب على الدنيا ... ) (وإن كانت الجاهلية الأولى تنكر البعث بعد الموت وجاهليتنا أصبح فيها من يشك فى البعث بعد الموت). وكانت الجاهلية الأولى متفرقة قبائل وشعوب وجاهليتنا متفرقة منازل وبيوت بل آحاداً وأفراداً .. فلا تراحم ولا تعارف ولا تعاطف ... حتى بين الأخ وأخيه .. والأب وبنيه. كانت جاهليتهم تسفك الدماء فى طلاب الأوتار وجاهليتنا تسفكها فى سبيل السرقات وقضاء الشهوات، وكان أفظع ما فى جرائمهم وأد البنات .. فصار فى جرائمنا الانتحار، وكان بعضهم يبغى على بعض بسرقة ماله أوإستياق ماشيته .. ففعلنا مثلما فعلوا وفوق ما فعلوا، وليتنا إذ أخذنا جاهليتهم أخذناها كما هى رذائل وفضائل فيهون على المصلحين أمرها ولكن أسأنا الاختيار فلنا خرافتهم الدينية وأمراضهم الاجتماعية وليس لنا كرمهم ووفائهم وغيرتهم وحميتهم وعزتهم ومنعتهم ... فكيف لا يكون الأمر خطير .. وكيف لا تكون الجاهلية الأخرى أحوج إلى دعوة كدعوة النبوة الأولى من الجاهلية الأولى (1).ولذلك فالهداية هى أغلى شئ فى خزائن الله - عز وجل - ولكن إذا فقدَ هذا النور وجاءت الظلمة فى القلب فيصير هذا القلب أعمى فيرى .. المعروف منكراً .. والمنكر معروفاً .. والحق باطلاً .. والباطل حقاً .. فانتكاس القلب بسبب ضعف نور الإيمان والهداية فى القلب فلما تعرض عليه الفتن فيقبلها لأن المعاصى حجبت عنه النور. قال تعالى: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (1). وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأى قلب أُشرِبها نَكت فيه نُكتة سوداء وأى قلب أنكرها نُكتت فيه نُكتة بيضاء حتى يصير على قلبين: أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً (2) كالكوز مُجخيَّاً (3) لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه " رواه مسلم (4). __________ (1) سورة المطففين - الآية 14. (2) مرباداًً: أى صار كلون الرماد من الربده (3) مجخياًً: أى مائلاًً منكوساًً (4) مشكاة المصابيح - باب الفتن - 3/ 1480. | |
|