يسلمو سيمو
شوفي اختي هيدي مساعدتي الك ان شاء الله تعجبك
المذهب الوجودي والمذهب البراغماتي
-
حقق المذهب البراغماتي نجاحا واسعا على أرض الواقع سواء من حيث ضبطه لسلوك
الأفراد، أو إحياء الإبداع لدى الفرد، لكن رغم هذا لا يمكن الإيمان بصحة
هذا المذهب. فكيف نلغي وجهة نظر المذهب البراغماتي ؟
الطريقة :الاستقصاء بالرفع
المقدمة :
إذا كانت الفلسفة تساؤل نقدي ينصب على المنتوج الثقافي،فإنها تسعى دوما
لكشف الحقيقة حتى تكون أحكامنا مطابقة للواقع، و قد اختلفت المذاهب
الفلسفية في فهمها لأصل الحقيقة، و من بين هذه المذاهب المذهب البراغماتي
الذي شهد انتشارا واسعا خاصة في الدول الرأسمالية. فهل هذا الانتشار دليل
على صحة هذا المذهب .
عرض منطق الأطروحة :
المذهب البراغماتي ذو جذور يونانية يعود تأسيسه إلى المفكر اليوناني أرستيب
القوربنائي ،الذي بين أن اللذة والألم هما أصل السلوك الإنساني، سواء كان
أخلاقي أو معرفي ، فكل ما يجلب لذة أخلاقية أو معرفية فهو فعل محمود ، و
كل فعل يجلب ألما أو خسارة فهو سلوك مذموم ، و دعم هذا المذهب في العصور
الوسطى القّديس أوغسطين، و هذا ما يظهر في قوله :" أحب ثم افعل ما شئت " و
امتد هذا المذهب إلى فلسفة وليام جيمس و جون ديوي يقول جيمس "إن آية الحق
النجاح . و آية الباطل الإخفاق" و هذا يدل على أن معيار صواب الأفكار هو
تحقيقها لنجاح على أرض الواقع وعلى هذا النحو ربط البراغماتيون كل مجالات
الحياة بالمنفعة، سواء تعلق الأمر بالحياة الأسرية أو السياسية أو
الاقتصادية.
إبطال الأطروحة :
إن النجاح المحقق واقعيا من طرف البراغماتيين لا يمكن أن يكون دليلا على
صحة هذا المذهب، وهذا ما بينه ديكارت إذ أكد أن الواقع لا يعكس الحقيقة فمن
الممكن أن يكون الواقع كاذبا، و نجاح البراغماتيين يعود إلى جديتهم و
صرامتهم في تطبيق أفكارهم يقول ديكارت :" ليس المهم أن تكون الفكرة جيدة و
إنما المهم أن يكون التطبيق جيدا " .كما أن المذهب البراغماتي شهد عدة
انحرافات على أرض الواقع منها تشجيعه للسياسة الاستعمارية بدعوى البحث عن
المنافع الاقتصادية و المتمثلة في الأسواق البشرية و المواد الأولية
نقد مؤيدي الأطروحة :
أيد بيرس المذهب البراغماتي بقوله :" إن كل عقيدة تؤدي نتيجة مرضية أو حسنة
إنما هي عقيدة حقيقية" لكن هذه الفكرة فيها مبلغ الخطورة على الفكر
الإنساني ،لأن الربط بين المنفعة والعلم مثلا يؤدي إلى زوال البحوث العلمية
بمجرد انتهاء، المنافع كما أن الربط بين الأخلاق و المنفعة ينزل بالإنسان
منزلة الحيوان الذي يبحث عن تحقيق رغباته كما أن الحقائق في هذا المذهب
فردية و ذاتية و متغيرة .
الخاتمة :
رغم نجاح المذهب البراغماتي واقعيا إلا أن هذا ليس دليلا على صحة وجهة نظر
البراغماتيين فلسفيا لأن البراغماتيين وضعوا الإنسان في مرتبة الحيوان .