انطلقت أول حملة وطنية لتحجيب الجامعيات في الجزائر تزامنا مع
اقتراب الصيف واستشراء مظاهر العري والانحلال الأخلاقي داخل الحرم الجامعي،
في ظل انتشار النشاطات الترفيهية التي تعتمد على الموسيقى والرقص، وهذا ما
جعل حملة الحجاب تختار شعار"قالوا أخطيك من الحجاب" والتي انطلقت من جامعة
باب الزوار بمبادرة من شعبة "الطلابي الحر" التي نجحت في تحجيب أزيد من 50
طالبة في الأيام الأولى من الحملة التي شارك فيها علماء وأساتذة.
كشف
سبر آراء استهدف أزيد من 1000 طالبة بجامعة باب الزوار أن 70 بالمائة من
الطالبات أجّلن ارتداء الحجاب إلى ما بعد الزواج، اعتقادا منهن أن الحجاب
سيحول بينهن وبين الاختيار الأمثل لشريك العمر، وسيحجب عنهن الخطّاب، بينما
أكدت 15 بالمائة من المستجوَبات أن المحيط الذي يعشن فيه يرفض الحجاب بسبب
الذهنيات والأعراف، وتضمن سبر الآراء الذي أعده الإتحاد العام للطلابي
الحر العديد من الأسئلة حول الحجاب أهمها على التوالي، "ما رأيك في حجاب
اليوم؟"، هل الحجاب فرضٌ أم عُرف؟" في رأيك ماهو الحجاب الصحيح: الذي يغطي
كل الجسم أو حجاب السروال؟" ،"هل فكرتِ يوماً في ارتداء الحجاب" و"ما رأيك
في المتحجبة؟" و"لماذا لا ترتدين الحجاب؟"
وقد كانت أجوبة الطالبات على هذه الاستمارة صادمة بسبب الضعف
العقائدي الكبير بما يتعلق بالحجاب الذي زعمت أغلب الجامعيات أنه "من أكبر
موانع الزواج؟"، كما أكدت الكثير من الطالبات أنهن يعشن في عائلات ترفض
الحجاب بسبب الذهنيات "المتفتحة" التي تعتبر الحجاب "تقييدا لحرية المرأة
ورمز للرجعية" على حدّ زعم هذه العائلات.
70بالمائة من الجامعيات يعتقدن أن الحجاب يحول دون زواجهن
وهذا ما يعتبر بالأمر الدخيل على طبيعة العائلات
الجزائرية التي طالما عرفت بالمحافظة والأصالة، وبعد سبر الآراء شرع
"الطلابي الحر" في حملته الوطنية لبعث ثقافة الحجاب الملتزم في الوسط
الجامعي وذلك بالاعتماد على علماء معروفين في الجزائر جلهم ينشطون في جمعية
العلماء المسلمين الذين نشطوا محاضرات تحدثوا فيها عن فضل الحجاب وأهميته
كعبادة ووسيلة للتقرب من الله تعالى، والتحق بهذه المحاضرات أساتذة جامعيون
اشرفوا على دردشة مفتوحة مع الطالبات حول واقع الحجاب في الجزائر وما هو
السبيل لتمثيل الحجاب أحسن تمثيل خاصة في ظل ما يتعرض هذا اللباس الإسلامي
من تشويه وسوء استعمال.
وفي هذا الإطار أكد رئيس شعبة "الطلابي الحر" بجامعة باب الزوار
السيد خالد خرور أن الحملة نجحت في أيامها الأولى في تحجيب 50 جامعية وهذا
ما يُعتبر "انتصارا كبير للحجاب ولهذه المبادرة التي ستشمل أغلب جامعات
الجزائر بالتنسيق مع عدد كبير من العلماء والأساتذة ورجال الأعمال
والمؤسسات من أجل توفير أكبر عدد ممكن من ألبسة الحجاب من النوعية الرفيعة
لإعطائها كهدية لكل فتاة تقرر لبس الحجاب"، وأضاف أن الحملة تعتمد أيضا على
توزيع قصاصات تتحدث عن فضل وأهمية الحجاب بطريقة تعتمد على الترغيب وجزاء
المتحجبة في الدنيا والآخرة، وهذا ما تسبب في تفاعل الكثير من الجامعيات
اللواتي أبدين رغبة كبيرة في التحجب خاصة مع اقتراب فصل الصيف وانتشار
مظاهر التعري مما يجعل ثواب ارتداء الحجاب كبيراً.