قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا أوى أحدُكم إلى
فراشه فلينفَض فِراشه بِدَاخِلة إزاره، فإنّه لا يدري ما خَلَفَه عليه''
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي رواية لمسلم:
''إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ
إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللهَ فَإِنَّهُ لا
يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ''، وفي رواية للإمام أحمد:
''إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنّه لا يدري ما حَدَث
بعده''.
إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُعلِّم الأمّة الأمور
الآتية: يثبت الحديث عِلْم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّ هناك مِن
مخلوقات الله ما لا نراه بالعين المجرّدَة ممّا قد يأوي إلى الفِرَاش
ويُصيبنا بالأذى ونحن لا نشعر، قال تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا
تُبْصِرُونَ وَمَا لاَ تُبْصِرُون}، ومن ذلك ذرّات التراب المُحمّلة
بالجراثيم وبعض الحشرات الّتي تكاد تراها العين بصعوبة كبق الفراش، الّذي
يقوم بمصِّ دماء الضحية ونقل الأمراض إليها وربما سبب حكة شديدة بالجلد،
ومن تلك الحشرات أيضاً حشرة عثّ الغبار، الّتي لا تستطيع أن تراها العين
المجرّدة، ويبلغ طول حشرة العثّ من 2,0 إلى 3,0 ملم ولها ثمان أرجل،
وتتغذّى على الخلايا الميّتة من جلد الإنسان والحيوان، وتعيش فقط لشهر
واحد، وتضع الأنثى من 20 ـ 30 بيضة في كلّ مرّة، وتزداد أعدادها إذا وجد
الطعام المناسب، في درجة حرارة مناسبة ورطوبة عالية (50 ـ 80%). ويترك جميع
النّاس وراءهم كثيراً جدًّا من القشور الصغيرة من الجلد في السرير، تتغذّى
عليها الآلاف من العثّ ولعدّة أجيال، ولذلك تتواجد دائماً في غرف النوم
خاصة السرير ومتعلّقاته والسّجاجيد. وهذه الحشرة تتسبَّب فى حساسية شديدة
للإنسان قد تصل إلى حدّ الربو الشعبي.
ويُعلِّمنا صلّى الله عليه
وسلّم كيف نتّقي هذا الأذى بصورة طبية تحفَظ على الإنسان صحّته، فأمره
باستعمال داخلة الإزار بدلاً من اليد حتّى لا تتلوث يده قبل أن ينام فربّما
وضعها على أنفه أو فمه وهو لا يشعر. الأمر باستعمال داخلة الإزار بدلاً من
ظاهر الثياب حفاظاً على نظافة المظهر.
وربّما يكون في الحديث من المعجزات الّتي لم يكتشفها العلم بعد.