: ترتبط الصحة مع الرياضة بعلاقة طرديا، حيث تساعد الرياضة بمختلف أنواعها مثل ركوب الدراجة يومياً أو المشي السريع، على تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، إذ يعاني ملايين الناس ما يعرف بأمراض العصر الحديث، ويلجأ الكثيرون منهم الى تعاطي عقاقير طبية غالية الثمن، على الرغم من أن الخبراء على يقين من إمكانية تغير حال هؤلاء بطرق أخرى أقل كلفة، مثل الرياضة التي تعد من الأساسيات المهمة في حياتنا ولكن الكثير منا يغفل فائدتها، فالبعض يتحججون بأن ليس لديهم الوقت لممارستها او انشغالهم، والبعض الأخر يرى تأثيرها وفائدتها على الجسم لا يتم في وقت قصير، وانما يحتاج الى فترة من الوقت ترتبط بعوامل الرياضة و عدد مرات مزاولتها و قوة الإرادة و الانتظام في ممارستها، إذ يسهم المشي الصحي مثلا والمقترن بممارسة تمارين التناسق العضلي العصبي وتمارين الاسترخاء على تحسين صحة الإنسان بشكل ملحوظ؛ إذ إنه يعمل على خفض الوزن وتحسين مؤشر كتلة الجسم، وكذلك خفض ضغط الدم، لذا ينصح الباحثون ممارسي التمارين الرياضية بعدم إجهاد الجسد بشكل كامل، حيث أن أنسب التمارين الرياضية هي التي تستمر لمدة تتراوح بين 15 دقيقة وساعة، ولعدة أيام في الأسبوع، وتجنب التمارين الرياضية الشاقة والتي تستمر لساعات طويلة، إذ ان المواظبة على الرياضة تحسّن الحالة الصحية للإنسان بجهد يسر ونتائج مذهلة.
الخمول حول العالم
فقد كشفت دراسة طبية أن عدد الوفيات الناتجة عن قلة ممارسة التمارين الرياضية توازي عدد الوفيات نتيجة للتدخين حول العالم، وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية في لندن أن ثلث عدد سكان العالم البالغين لا يمارسون أنشطة بدنية بالقدر الكافي وهو ما يؤدي إلى وفاة 5.3 مليون شخص سنويا، وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة أن مشكلة الخمول وصلت إلى مستوى غاية في السوء ويجب التعامل معا باعتبارها وباء، وأضافوا أن معالجة هذه المشكلة يتطلب التفكير في طرق جديدة للعلاج من بينها تحذير الأشخاص من مخاطر الكسل والخمول بدلا من تذكيرهم بفوائد التمارين الرياضية، وقال فريق البحث الذي يضم 33 باحثا من مختلف أنحاء العالم إن حكومات الدول يجب أن تبحث عن سبل لتشجيع مواطنيها على ممارسة الأنشطة البدنية بجعلها أكثر ملاءمة وأمانا بأسعار مقبولة، وتنصح الدراسة الشخص البالغ بممارسة 150 دقيقة أسبوعيا من النشاط البدني مثل المشي وركوب الدراجات أو أية أنشطة أخرى. بحسب فرانس برس.
وكشفت الدراسة أن مواطني الدول الغنية الذين يحصلون على أجور أعلى هم أقل الأشخاص ممارسة للأنشطة البدنية ومثال على ذلك بريطانيا حيث أثبتت الدراسة أن ثلثي عدد البالغين لا يمارسون نشاطا بدنيا بالقدر الكافي، وبالرغم من أن الباحثين أقروا بصعوبة إجراء مقارنة بين الدول لأن طريقة بذل نشاط بدني تختلف من بلد إلى بلد ومن مكان إلى آخر إلا أن أكدوا ثقتهم في نتائج الدراسة التي أجروها، وقال بدرو هالال أحد المشاركين في الدراسة إن" دورة الألعاب الأولمبية ستبدأ قريبا وستخطف أنظار العالم نظرا لمشاركة آلاف الرياضيين فيها ولكن معظم المشاهدين سينتابهم الخمول لأنهم سيتابعون منافسات الدورة"، وقالت الدراسة إن معدل الوفيات الناتجة عن التدخين توازي الوفيات الناتجة عن الخمول وقلة ممارسة الرياضة ولكن الفرق أن نسبة المدخنين انخفضت مقارنة بعدد الكسالى حول العالم مما يجعل التدخين أقل خطرا على صحة الفرد.
الرياضة و العقاقير
فيما أوضح البروفيسور فينفريد بانتسر، من معهد علوم الرياضة بجامعة فرانكفورت غرب ألمانيا، أن الأمراض التي تحدث بسبب الثراء وارتفاع مستوى المعيشة يمكن علاجها من خلال المواظبة على ممارسة الرياضة والنشاط البدني. وتتمثل هذه الأمراض بالدرجة الأولى في الأعراض الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذا الاضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، والتي يمكن علاجها عن طريق الحركة والنشاط البدني. ويقول البروفيسور الألماني بانتسر، إنه من المستغرب عدم الاعتناء بقدر كافٍ بالرياضة حلاً بديلاً ذي كلفة أقل نسبياً، من جانبه، ذكر خبير الطب الرياضي بالمستشفى التابع للجامعة التقنية بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، بيرند فولفرات، انه قد ثبت بشكل واضح أنه يمكن خفض كلفة النفقات على العقاقير الطبية من خلال ممارسة قدر مناسب من الرياضة، وضرب مثلاً على ذلك بمرضى السكري، إذ تبين أنه مع زيادة الفترة الزمنية التي يخصصها هؤلاء المرضى بانتظام لممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق، تقل كلفة نفقاتهم على العقاقير الطبية والعلاجات الأخرى، وأكد فولفرات ضرورة زيادة معدل الأداء الحركي أثناء روتين الحياة اليومية «فالبدء في ممارسة الرياضة مسألة تستحق التجريب بالفعل لكل شريحة عمرية»، غير أنه ينصح أصحاب الأمراض المزمنة باستشارة الطبيب أولاً، وأضاف أنه على الطبيب أن يتأكد من الحِمْل الذي سيقوم به المريض خلال النشاط البدني، بالإضافة إلى ضرورة إعداد برنامج رياضي دقيق ومراقبته، كما أنه يصف روشتة طبية للعقاقير والأدوية المستخدمة فإنه يمكن أيضاً وصف روشتة بالنشاط الحركي وممارسة الرياضة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأشار الخبير الألماني إلى أن المواظبة على ممارسة الرياضة من شأنها تحسين حالة الأوعية الدموية، ويمكنها إصلاح أي أضرار تنشأ بها، كما أن هذه الرياضة تخفض من ضغط الدم بصورة أفضل من الأدوية المخصصة لذلك، وهكذا يمكن لمرضى القلب أن يمارسوا نوعاً محدداً من الرياضة، وعلى الرغم من أنه ليس من المؤكد أن يصبح المريض من خلال الرياضة قادراً على الاستغناء عن المستحضرات الطبية التي يتناولها، إلا أن الرياضة تنمي فرص عدم زيادة جرعة هذه الأدوية، والشيء نفسه ينطبق على مرضى السكري، إذ أكد البروفيسور أندرياس فريتشه من جمعية مرضى السكري الألمانية، أن ممارسة الرياضة تحسن من فعالية هرمون الإنسولين المخفض لنسبة السكر في الدم، مشيراً إلى أن التأثير المباشر للنشاط البدني المنتظم بالنسبة لمريض السكري يتمثل في تحفيز خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين، الأمر الذي يجعل استجابة الجسم للهرمون أكثر حساسية، ومن ثم يرفع من مقدار حرق السكر، وأضاف فريتشه «أصبح من المعروف أن مركب ميتفورمين هو المادة الفعالة التي تدخل في أدوية مرضى السكري من النوع الثاني لها التأثير نفسه الذي تحدثه الرياضة»، إذ إن هذه المادة الفعالة تستخدم داخل الجسم مسارات الإشارات الجزيئية نفسها التي يستخدمها النشاط البدني، وهو الأمر الذي يعني أنه بممارسة الحركة يمكن دعم تأثير مركب ميتفورمين، غير أنه حذر في الوقت نفسه من المغالطة التي مفادها أن مرضى السكري الذين يبدأون في ممارسة الرياضة بوسعهم التخلي بشكل فوري عن تعاطي الأدوية، وأوضح الخبير الألماني أندرياس فريتشه أن الرياضة كحل علاجي جيد لا تصلح لكل حالة مريض سكري، وأضاف أنه تم إجراء اختبار على 400 شخص يعانون مخاطر عالية للإصابة بالسكري، حيث اعتمد هذا الاختبار على خوض هؤلاء الأشخاص برنامج لياقة، لتجنب الإصابة بالسكري، وخضع هؤلاء في نهاية التجربة لفحوص عينات الدم وقياس النبض للوقوف على تطور الحالة الجسدية لهم في ظل هذا البرنامج، وأظهرت النتائج أن اللياقة البدنية الأفضل أسهمت في ارتفاع تأثير الأنسولين عند أغلب هؤلاء الأشخاص، غير أن هذا التأثير لم يحدث مع نحو 20 إلى 30٪ من أفراد المجموعة.
سرطان القولون
من جهة أخرى أوضحت الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السرطان بمدينة بون. وأكد عضو الجمعية الألمانية البروفيسور مارتين هالي، أن «الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل مكثف يومياً أقل عرضة بنسبة 40 إلى 50 ٪ للإصابة بهذا المرض مقارنة بالذين لا يمارسونها»، موضحاً أنه من غير المهم التحرك فترة طويلة؛ فالفترات الزمنية القصيرة والنشطة فعالة في مقاومة سرطان القولون أيضاً، طالما حافظ الشخص على هذا النشاط فترة تراوح بين 30 إلى 60 دقيقة يومياً، وأضاف هالي الخبير بمركز الوقاية والطب الرياضي بمدينة ميونيخ، أن الحركة تحفز عملية التمثيل الغذائي، وتحول دون تكون الخلايا السرطانية بسرعة، قائلاً «إضافة إلى ذلك تثبط الرياضة الالتهابات في الجسم، وتسهل عملية التحكم في الوزن»، محذراً في الوقت نفسه من أن الوزن الزائد يمكن أن يُزيد من فرص تكون الأورام. وأضافت الجمعية الألمانية لمساعدة مرضى السرطان أن الاكتشاف المبكر لأورام القولون يساعد على الشفاء في كل الحالات تقريباً. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
السباحة علاج لارتفاع ضغط الدم
في حين تساعد ممارسة السباحة بشكل منتظم في خفض الارتفاع الطفيف لضغط الدم، لاسيما بالنسبة للمسنين والبدناء وغير الرياضيين، الذين لا يعانون مشكلات صحية أخرى. وأوضح عضو الرابطة الاتحادية لأطباء أمراض القلب بمدينة ميونيخ الألمانية، الطبيب نوربرت سميتاك أن ممارسة المرضى للسباحة من ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً ولمدة تراوح بين 40 و45 دقيقة في كل مرة، تسهم في خفض الارتفاع الطفيف في ضغط الدم، ومن ثم تقلل من حاجتهم إلى الأدوية، واستند سميتاك في ذلك إلى نتائج دراسة أجراها باحثون في ولاية تكساس الأميركية، توصلت إلى انخفاض ضغط دم شرايين الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة بعد 12 أسبوعاً من ممارسة السباحة. وأضاف أن السباحة مفيدة كذلك للمفاصل كما أنها تعمل على الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الجسم. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح أن رياضات قوة التحمل تساعد بشكل أساسي على مكافحة ارتفاع ضغط الدم بشرط مراعاة إيقاع النبض السليم، وينبغي على المرضى المسنين الاستعانة بطبيبهم أو مدربهم في مراقبة نبضهم أثناء التدريب، وأشار سميتاك إلى أن إنقاص الوزن الزائد والإقلال من تناول الملح يساعدان في مكافحة ضغط الدم العالي، مؤكداً أن تدريبات تقوية العضلات التي تتطلب حمل أثقال لا تناسب مرضى ضغط الدم المرتفع، إذ إن التنفس بطريقة خاطئة في هذه التدريبات يعمل على ارتفاع ضغط الدم.
الأجهزة الرياضية
كما كشف عدد من الباحثين في دراسة صدرت مؤخراً، عن انتشار مجموعة أخطاء بين مرتادي النوادي الرياضية، تقلل من فاعلية التمارين وفوائدها على جسم الفرد، وجاء في الدراسة التي نشرت على مجلة التايم الأمريكية، أن في مقدمة هذه الأخطاء الشائعة، قيام الفرد برفع درجة المقاومة (الصعوبة) عند استخدام جهاز رياضي باعتبار أن ذلك يزيد من فاعلية التمرين، وبينت الدراسة أن القيام برفع درجة المقاومة في التمرين بصورة غير مريحة للعضلات، يتوجب عليه قيام الفرد بالانحناء وإسناد جسمه بطريقة خاطئة للتمكن من أداء التمرين الأمر الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى التعرض للإصابات مثل التشنجات والتمزقات العضلية، وينصح القائمون على الدراسة بضبط مقاومة الأجهزة الرياضية بصورة تتناسب مع طبيعة الجسم، بحيث لا تضع على العضلات جهدا فوق طاقتها ولفترات طويلة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد الباحثون على أن استخدام الآلات الرياضية المضبوطة على نسب مقاومة تتناسب وقدرات الجسم لها تأثيرات ايجابية أكبر على الصحة واللياقة من استخدامها بشكل يضع الجسم في مخاطر قد تصل إلى إصابات متنوعة في العمود الفقري.
المشي ينقص الوزن ويرفع اللياقة
على الصعيد نفسه أوضح كريستيان ميركل من الاتحاد الألماني للمشي بمدينة كاسل، والذي طور هذا المفهوم بالتعاون مع أخصائيي العلاج الطبيعي بجامعة أوزنابروك المتخصصة، أن مجموعة من الباحثين بجامعة هاله - فيتنبرغ الألمانية، استطاعوا إثبات فوائد المشي الصحي في دراسة أجروها حديثاً، ولإجراء هذه الدراسة التي استمرت سبعة أسابيع، تقابل 18 شخصاً مرتين أسبوعياً من أجل ممارسة رياضة المشي وفقا لمفهومها الجديد، وتم تحديد مدة موحدة لكل جولة، بحيث لا تزيد على ساعة ونصف، بينما راوحت المسافة التي قطعها المشاركون بين 3.7 و5.6 كيلومترات في كل مرة، وفقا لطبيعة المكان الذي مارسوا فيه رياضة المشي. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وعن كيفية تقسيم المدة بين ممارسة رياضة المشي وبقية التمارين الأخرى، أشار ميركل إلى أن المشاركين في هذه الدراسة كانوا يقضون ساعة واحدة في ممارسة المشي، بينما يتوقفون بمعدل مرتين في كل جولة، كي يقوموا بممارسة تمارين العلاج الطبيعي. وقال الخبير الألماني: «لقد قام المشاركون بممارسة بعض التمارين لإرخاء عضلات الكتف أو لتحسين التناسق العضلي العصبي للجسم؛ حيث كانوا يقفون مثلاً على ساق واحدة، فاتحين أعينهم ذات مرة ومغلقين إياها مرة ثانية، أو يوازنون عصا على قدمهم»، مشيراً إلى أن المشاركين مارسوا أيضاً تمارين الاسترخاء العضلي التقدمي أو المشي السريع لمدة ثلاث دقائق. وتم فحص الحالة الصحية للمجموعة المشاركة في الدراسة قبل بداية الدراسة وبعد انتهائها أيضا. ولوحظ انخفاض وزن الأشخاص، الذين شاركوا في الدراسة بمقدار 1.3 كيلوغرام في المتوسط. كما تحسنت معدلات ضغط الدم لديهم وانخفض معدل ضربات القلب من 131 إلى .122 ولفت الخبير الألماني إلى ارتفاع قدرتهم على التحمل، كما رصد الباحثون تحسناً في التناسق العضلي العصبي لدى المشاركين في الدراسة، التي يتم قياسها بالوقوف على قدم واحدة لبضع دقائق على لوح أرجوحي.
بروتينات النظام الغذائي
في سياق متصل يأمل الكثيرون أن يقترب مظهرهم الخارجي، ولو قليلا، من مظهر أبطال العالم في كمال الأجسام، إلا أن البروفيسور إنغو فروبوزه من مركز الصحة التابع للجامعة الرياضية في مدينة كولونيا الألمانية، يحذر من ممارسة تمارين العضلات بشكل زائد وتناول وجبات منتظمة من البروتين في صورة مشروبات غنية بالبروتينات قبل وبعد هذه التمرينات، لتحقيق هذا الأمل المنشود، وأشار الخبير الألماني إلى أن هذا الاعتقاد «ليس كله صحيحاً»، موضحاً أنه يجب إمداد الجسم دائماً بغذاء متوازن يحتوي على كمية كافية من البروتين عند ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف، لكنه نصح بتناول هذه الكميات عن طريق الغذاء الطبيعي، وأكد فروبوزه أن البروتين عنصر حيوي مهم ليس لممارسي تمرينات العضلات وحسب، لكن كذلك للذين يمارسون تمارين التحمل، وقال إن هؤلاء الأشخاص يجب أن يراعوا تناول كمية كافية من البروتين، موضحاً أن تناول البروتين بمعدل من 0.8 إلى 1 غرام بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يكفي لتغطية حاجة الرياضي العادي من البروتين، لكن من يتناول أكثر من ذلك، فإنه يحول وظيفة التمثيل الغذائي الطبيعية إلى تمثيل بروتيني، الأمر الذي يمثل مشكلة بالنسبة للكليتين، وينصح الخبير الألماني بالاستمرار في تناول غذاء طبيعي ومتوازن، مؤكداً أن التغذية الطبيعية تمنح الإنسان في معظم الأحوال ما يكفي من البروتين. وأشار الخبير الألماني إلى أن البروتين لا يتم تخزينه في الجسم بشكل كامل؛ لذلك يجب أن يوجد في كل وجبة لاسيما وجبات العشاء؛ لأن أعضاء الجسم تحتاج إلى الكثير من هذه المادة ليلاً. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح فروبوزه أنه من الممكن زيادة كمية البروتين التي يتناولها الشخص في حالات استثنائية، كأن يتعرض لأعباء زائدة لفترة قصيرة، كما هي الحال بعد الاشتراك في مسابقة للماراثون أو أثناء مرحلة مكثفة في بناء العضلات، فهنا يسمح للشخص بتناول كمية من البروتين تعادل من 2 إلى 3 غرامات بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم لمدة لا تزيد على أسبوعين إلى أربعة على الأكثر على أن يعود بعدها سريعاً للمعدل الطبيعي لتناول البروتين، وعند قيام الجسم ببناء كم كبير من العضلات، يحدث أن يصبح حجم ألياف العضلة التي تحتوي على المزيد من القواعد البروتينية «أكثر سمكاً»، وأوضح فروبوزه أن العضلات في هذه الحالة تغير من شكلها إذ تنمو الأنسجة العضلية الصغيرة، ويشكل الحافز على أالتمرين مبعث هذا النمو العضلي، إذ يحث هذا الحافز الأعضاء على امتصاص المزيد من البروتين.
«التحمل».. وصفة للصحة
من جهته قال البروفيسور إنغو فروبوزه، من المركز الصحي التابع للجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا، إن قوة التحمل تمثل المقوّم الأساسي لحركية الجسم؛ مشيراً إلى أهمية ممارسة تمارين قوة التحمل بصفة خاصة مع التقدم في العمر، مثل المشي والركض وركوب الدراجات، وأضاف فروبوزه: «ينبغي البدء في ممارسة تمارين قوة التحمل باعتدال»، موضحاً أن الشخص الذي يمارس رياضة المشي السريع لساعة مرتين أسبوعيًا، بحيث يقطع مسافة ثلاثة كيلومترات في 30 دقيقة، يضع بالفعل حجر الأساس لصحة جيدة في الكِبر. وأكد الخبير الألماني أهمية ممارسة تمارين تقوية العضلات أيضًا «من المثالي أن تكون تمارين قوة التحمل مصحوبة بتمارين تقوية العضلات، لاسيما إذا لاحظ الإنسان أنه يجد صعوبة في صعود الدرج أو حمل الأغراض اليومية الثقيلة أو بطء سرعة استجابته». وأشار إلى أنه يكفي ممارسة تمارين تقوية العضلات 15 دقيقة تقريبًا مرتين أسبوعيًا لتدريب المجموعات العضلية الأساسية الست، وهي: البطن والظهر والجانب الأمامي والخلفي للفخذ والأذرع وكذلك الأكتاف، مع التحميل على وزن الجسم بأكمله، على سبيل المثال من خلال تمارين القرفصاء والضغط. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
الإكثار من التمارين الرياضية
الى ذلك أكد باحثون أن الإكثار من ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لوقت طويل، يضر عضلة القلب، وذلك بخلاف ما يظنه البعض من أن الجهد الزائد يفيد الصحة العامة للجسم، وبين الباحثون في الدراسة التي نشرت على مجلة تايم الأمريكية، أن الإكثار من التمارين الرياضية الشاقة والمرهقة، يؤدي إلى إطلاق الجسم لإنزيم يدعى تروبونين "troponin" الضار بعضلة القلب، والذي ينتجه الجسم مع تعالي الإرهاق للعضلات، وأشار الباحثون في الدراسة إلى أن إنزيم تروبونين، يستخدم عادة على الأشخاص الذين يعانون من النوبات القلبية، لإنعاش القلب المرهق، ويزداد إفرازه كلما زاد حجم إرهاق العضلة القلبية وتمزق أنسجتها. بحسب السي ان ان.
وبينت الدراسة أن هذه العوارض لا تظهر على الجسد بين ليلة وضحاها، حيث تم الاستدلال على ذلك من خلال الحالات التي تم الكشف عنها لعدائين في الماراثونات الطويلة.