مشكلة بعض الزوجات الطموحات ـ زيادة عن اللزوم ـ أنهن ينظرن إلى مستويات أعلى منهن بكثير، وتتوق أنفسهن للوصول إلى تلك المراتب لمنافسة فلانة وعلانة دون الالتفات إلى الوضع الحقيقي الذي يعشنه مع أزواج يعلمن مسبقا أنهم بسطاء أو فقراء أو حتى مساكين، فتجد الواحدة منهن تلح على شريكها ليشتري سيارة فارهة أو جهازا باهظ الثمن مع أن مرتبه لا يكفي لتغطية جميع مصاريف البيت.
تصوّروا معي رجلا مرتبه الشهري زهيد وعنده أطفال متمدرسون ورضيع، كيف يمكنه توفير الطعام، اللباس، الحفاظات، الأدوات المدرسية...إلخ مع تسديد فاتورة الغاز والكهرباء، الماء والهاتف؟ ! .. الأكيد أن ماهيته هذه لن يصل بها إلى آخر الشهر، إلا إن تقشّف لأقصى درجة، وكلنا نعلم بأن أسعار المواد الضرورية ارتفعت بشكل ملحوظ أصبح يؤرق حتى العائلات الميسورة الحال، أما إن حصلت حالة طارئة كالمرض المفاجئ فلا مفرّ من الاستدانة، وفوق هذا تأتي زوجته لتنكد عليه فتقارنه بفلان الذي فعل وفلان الذي صنع، بل وتطلب منه أن يوفر لها أشياء كمالية جدا وأن يخرجها يوميا للتنزه والتسوق دون أن تراعي تعبه وما يبذله من جهد كي لا ينقصها شيء هي وأطفالها، وهنا يجب عليها أن:
ـ لا تنظر إلى فوق، بل يجب أن تعزي نفسها دائما بمن هم أقل منها مستوى، حتى ترضى عن وضعها وتشعر بأنها أفضل من الكثيرين.
ـ تحمد الله في السرّاء، وتصبر في الضرّاء حتى يرزقها من حيث لا تحتسب.
ـ تكفّ عن أذى زوجها، لأن ذلك قد يجعلها من أهل النار كما قال صلى الله علي وسلم حين عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء، ولما سئل عن السبب قال: "لأنهن يكفّرن العشير، بمعنى لا تعترف الزوجة بما يفعله زوجها من أجلها، وبمجرد خطأ بسيط منه تقول له ما رأيت خيرا معك أبدا.
ـ لا تطلب منه المستحيل كأن تخيّره بينها وبين والدته، وأيضا لا تطلب منه ما لا يقدر على توفيره لها كأن تلح عليه بتغيير المسكن أو شراء سيارة ومرتبه لا يكاد يكفي لآخر الشهر.
ـ لا تقارن بينه وبين رجل آخر لأن هذه النقطة بالذات تزعج الرجل وتنفّره من امرأته، وقد يتسلّل الشك إلى نفسه جرّاء افتخارها بجاره أو أخيه أو عمّه أو أي أحد من معارفه.
ـ لا تكثر من التذمر والشكوى فتدفعه لفعل شيء خاطئ كالسرقة، بل تذكره دائما أن الرزق الحلال هو المهم وأنها تصبر على الجوع والعطش ولا ترى أن ينبت لحم أبنائها من السحت.