عبر الكثير من سكان بوسعادة،عن استيائهم العميق من الطريقة التي حاولت بها السلطات المحلية نقل جثة الأستاذ الباحث أحمد الخالدي، لأنها ببساطة كانت ستتم عبر الاستعانة بشاحنة لجمع القمامة، وهو الذي كرمته العدالة الإلهية بوفاة تزامنت مع يوم العلم.
اكتشف بعض سكان مدينة بوسعادة رائحة كريهة منبعثة من محيط منزل أستاذ التاريخ أحمد الخالدي قبل ثلاث أيام، فأبلغوا السلطات المحلية التي تنقلت إلى عين المكان حيث وجدت الأستاذ ميتا عن عمر ناهز الستين عاما وجثته منتفخة ومتعفنة، مما يوحي بأنه توفي قبل أيام دون أن يشعر به أحد خاصة وأن المرحوم عرف بانزوائه في منزله منذ فترة طويلة ولا أنيس له سوى كتبه وأبحاثه.
بعد المعاينة تقرر نقل جثة الراحل إلى المستشفى، وهنا مربط الفرس، فقد حاولت السلطات القيام بذلك على متن شاحنة لنقل القمامة مما أثار ثائرة السكان من تلاميذ ومثقفين وأساتذة وزملاء للمرحوم الذين احتجوا على معاملة أستاذ وباحث في تاريخ الثورة بتلك الطريقة، خصوصا وأنه يتمتع بسمعة طيبة بين الناس.
وتبعا لهذه الفضيحة احتج السكان لدى رئيس البلدية ورئيس الدائرة مطالبين بضرورة معاقبة المتسببين في هذه "الخرجة" غير المقبولة خصوصا وأن الأمر يتعلق بواحد من إطارات المدينة وباحثيها، كما أبلغ والي المسيلة عن هذه الحادثة، وخرج طلاب ثانوية محمد الشريف بن شبيرة، التي كان المرحوم يعمل بها، إلى ساحتها احتجاجا على الإهانة التي تعرض لها جثمان أستاذهم.
ولا يزال المحتجون، الذين لم يتوقفوا عن الاتصال بـ الشروق تنديدا بما حدث، ينتظرون من السلطات أن تكون حازمة مع من تسبب في الحادثة، كما طالبوا بجنازة مهيبة وكبيرة تكون في مستوى سمعة فقيد بوسعادة الغالي، وتعكس قيمته لدى سكانها، وهو الذي عومل بطريقة بدائية جدا عوض تكريمه.
للإشارة فإن جثمان الفقيد، الذي كان من قراء الشروق الأوفياء، نقل إلى المستشفى حتى تخضع للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة الغامضة والتي صنعت الحدث بالمدينة بالتوازي مع فتح تحقيق من طرف أمن دائرة بوسعادة