في ظاهرة هي الأولى من نوعها في الجزائر، أثارت استغراب المختصين والخبراء والتجار، لجأ مستوردون جزائريون إلى إغراق السوق الوطنية هذه الأيام بالمياه المعدنية المستورد من إسبانيا "كازورلا"، وعشرات الأنواع من الخبز القادم من بلدان عربية وأجنبية، بالإضافة إلى استيراد أكياس القمامة وعدد كبير من المواد الاستهلاكية التي تنتج بوفرة في الجزائر، غير أن هؤلاء المستوردين يفضلون استيرادها وتسويقها في السوق الوطنية بأثمان منخفضة، ماساهم في إفلاس عشرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والضحية الأولى هم الشباب المستفيدون من مشاريع "أونساج"، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة منتوجات مستوردة تسوق بنصف ثمنها بالجزائر.انتقد رئيس الجمعية الجزائرية لمنتجي المشروبات علي حماني في تصريح لـ"الشروق" إقدام مستوردين جزائريين على إغراق السوق الوطنية بعديد علامات المياه المعدنية المستوردة من أوروبا، وهذا ما سيساهم حسبه في تراجع إنتاج 50 مؤسسة وطنية وخاصة ناشطة في مجال إنتاج المياه المعدنية.
والغريب في الأمر حسب محدثنا أن المياه المستوردة من أوروبا محررة من الرسوم الضريبية، بسبب اتفاقية جمعت الجزائر بالاتحاد الأوروبي والتي رفعت الرسوم على بعض المنتجات المستوردة من أوروبا في مقدمتها المياه، "وهذا ما يجعل المياه المستوردة تسوّق في الجزائر بثمن أقل من الذي تسوق به المياه المنتجة في الجزائر، ما يعتبر بالمنافسة غير الشريفة، وبمثابة كسر وتحطيم الاقتصاد الوطني".
وأردف حماني قائلا: "الجزائر ليست بحاجة إلى استيراد المياه المعدنية، فما ينتج في الجزائر يكفي ويزيد، وأطالب بتدخل السلطات الوصية لوقف هذه الظاهرة، خاصة فيما يتعلق برفع الرسوم الضريبية على المياه المستوردة، وهذا ما يعتبر بمثابة المنافسة غير الشريفة"، وأضاف أن المستهلك الجزائري لا يثق في هذه المياه التي لا يعرف أصلها وتكوينها.
ومن جهته رفض مصطفى زبدي رئيس جمعية المستهلكين الادلاء بأي تعليق على الموضوع، قائلا إن جمعيته على علم بوجود مثل هذه المنتجات وبمنتجات أخرى، لكن للأسف الشديد تنوير الرأس العام لفت انتباه المسؤولين لهذه الأمور وتم إدراجه في خانة العدوانية والافتراء.
غير أن محدثنا أكد أن السوق الوطنية باتت مزبلة للمنتوجات الأوروبية والصينية، مستغربا من إقدام عديد المستوردين على استيراد الخبز بمختلف أنواعه وأكياس القمامة، وهذا ما اعتبره بمثابة كسر متعمد للاقتصاد الوطني باسم القانون.
وقال زبدي إن جمعيته أحصت استيراد عدد كبير من المواد الاستهلاكية التي تنتج بوفرة في الجزائر وبنوعية جيدة، مطالبا السلطات الوصية بضرورة التدخل لحماية الاقتصاد الوطني، خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر عصب الاقتصاد الوطني.
وفي استطلاع قادنا لبعض المساحات التجارية والمحلات وقفنا على حجم المواد الغذائية المستوردة من الخارج، أغربها المياه المعدنية من نوع "كازورلا" والمستوردة من إسبانيا والتي باتت تنافس العلامات الوطنية، بالإضافة إلى عشرات الأنواع من الخبز المستورد، وما لفت انتباهنا هو وجود عدة أنواع من أكياس القمامة المستوردة وهذا ما استغرب له حتى التجار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]