بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما
هو الوقت الأنسب لفطام الطفل عن الرضاعة؟ كم من الوقت يحتاج الطفل لاعتياد
الوضع الجديد؟ وما هي أفضل الأساليب التي يجب اتباعها من أجل عدم الإضرار
بالعلاقة العاطفية بين الأم وطفلها؟ إليكن بعض النصائح...
عندما ينقطع الطفل عن الرضاعة، ويبدأ بتلقي المواد اللازمة لجسمه من مصادر
أخرى، باستطاعتنا أن نقول أنه تم فطامه. هنالك أمهات يفضلن أن يخترن
بأنفسهن التوقيت الذي يعتقدن أنه الأنسب لفطام الطفل، بينما هنالك أخريات
يفضلن ترك اختيار التوقيت للطفل نفسه.
ولكن
أصحاب الاختصاص يفضلون أن تعطي الأم المجال لطفلها أن يقرر هو متى يريد أن
يفطم. عندما يأتي القرار من الأم، فإنها ستحتاج إلى الكثير من الصبر في
التعامل مع طفلها، فهي عملية ستحتاج الكثير من الوقت، ومرتبطة بقدرة الطفل
على التعود على الوضع الجديد. فبعض الأمهات أشرن إلى أن العملية استغرقت
أسابيع، بينما أشارت أخريات إلى مدة وصلت نحو الشهر ونصف.
الفطام،
عبارة عن نوع من الفراق... فراق حسي وعاطفي، ومؤلم أحيانا من ناحية الطفل.
ولكنها من جهة ثانية تساهم في تحرير الطفل من ارتباط معين. ومع ذلك ليس
معنى الفطام ولا بأي شكل من الأشكال نهاية للعلاقة الحميمة بين الأم
وطفلها، كل ما يعنيه الفطام هو أن على الأم أن تجد البديل لعملية الرضاعة
التي انقطعت لتشعر طفلها بنفس الحنان الذي كان يشعر به خلال الرضاعة. مثل
رواية الحكايات للطفل أو حتى الغناء له بهدوء....
متى يجب البدء بالفطام؟
لا
داعي لأن تضع الأم تاريخاً محدداً سلفا لقطع الرضاعة ولفطام طفلها، عليها
أن تترك الأمر لتطور المجريات. وهي أفضل من يعرف موعد الفطام ويحس به عندما
يحين فعلا. ولكن الحد الأدنى الموصى به من الرضاعة، بحسب وزارة الصحة
البريطانية، ستة أشهر (26 أسبوع).
أنسب الطرق للفطام:
ينصح
بعض أصحاب الاختصاص أن تتم العملية بشك بطيء وتدريجي، فلا يجوز الانقطاع
عن إرضاع الطفل بشكل مباغت وحاد. لأن ذلك قد يسبب صدمة حسيـّة للطفل لم يكن
مستعدا لها. والانقطاع المباغت يؤثر سلبا على الأم المرضعة أيضا، ويسبب
بعض الالتهابات في منطقة الصدر بسبب التغيير المفاجئ.
من
ناحية ثانية، إذا لم يبدأ الطفل من تلقاء نفسه بالتقليل من وتيرة رضاعته
بعد فترة ما، فعلى الأم أن تكون على علم بأن طفلها سوف لن يقبل الفطام
بسهولة، وعليها أن تتحلى بالصبر قليلا، وعليها أن تفهم أن الرضاعة بالنسبة
لطفلها ليست مصدراً للغذاء فقط، بل تتعدى ذلك إلى تجربة حسية وعاطفية،
ومصدرا للشعور بالأمان والارتياح. ومعرفة هذه الأمور من قبل الأم تعطيها
القدرة الأكبر أن تساعد طفلها على تجاوز مرحلة الفطام بسهولة أكبر.
وبإمكان الأم أن تجرب هذه الطرق بالفطام:
أن
تعرض على طفلها الرضاعة فقط عندما يظهر عليه أنه يريد ذلك فعلا... أما إذا
لم يكن الطفل يريد ذلك حقا، أو إن كان ينشغل عن الرضاعة بأمور أخرى حوله،
أو يرضع لفترة لا تتجاوز بعض الثواني، فمن الممكن أنه يحاول أن يقول للأم
أنه جاهز للفطام.
ومن
الممكن عندها أن تحاول الأم أن تعرض عليه بعض البدائل الغذائية كقنينة
الحليب أو حتى بعض الأطعمة الصلبة نسبيا. فالأساس أنه إذا كانت عملية
الفطام تتم بشكل تدريجي، فإنه سيكون لدى الطفل وقتا أطول للتعود على الوضع
الجديد. وهذا سيساعد الأم أيضا والتي ستبدأ عملية در الحليب في جسدها
بالانخفاض تدريجيا وليس بشكل مفاجئ وضار.
*
من الممكن أن تقوم الأم بتأجيل عملية الإرضاع، وشغل بال الطفل بأمور أخرى
من أجل تأجيل الرضاعة ما أمكن، وإذا طلب الرضاعة، يمكن أن تجيبه الأم بأنها
ستطعمه لاحقا، وتعود لتشغله بأمور أخرى (هذه الطريقة تتطلب أن يكون الطفل
كبيرا نوعا ما بحيث يمكن الحديث معه ويكون بإمكانه أن يفهم ويعي ما يقال
له). ولكن يجب الحذر من عدم التأخر أكثر من اللازم لألا يصل الطفل إلى
مرحلة الجوع الشديد.