في المرحلة الأولى من الطفولة فإن أي شيء يصل إلى يد الطفل فإنه ينتهي إلى فمه،
وخصوصا في مرحلة الحبو والزحف، وهو ما يؤدي إلى فقر الدم وسوء التغذية،
وقد يؤدي إلى انسداد الأمعاء، الإمساك أو الإسهال، وهنا تكون مسئولية الوالدين
ومن يعتني بالطفل في مراقبته، وأبعاد الأشياء من الأرض، ومحاولة صرف انتباه الطفل للعب.
وتبدأ هذه العادة في التناقص في السنة الثانية من العمر لينتهي بنهايتها،
ولكن بعض الأطفال قد يستمرون في أكل كل شيء، وقد تكون أشياء غريبة
وغير مستساغة مثل الصابون، الورق، البلاستيك، التراب، وقد يشد شعره ويقطعه ليأكله.
ما هي الأسباب ؟
الأسباب في الغالب غير واضحة، وعلى الوالدين البحث عن الأسباب ومنها:
· أن تكون محاولة لجذب انتباه الوالدين
· رد فعل لسوء التغذية
· في حالات قليلة يكون من علامات التخلف الفكري.
هل تناول هذه الأشياء مضرة على الطفل ؟
الأضرار الناتجة عن تناول الأشياء الغريبة تعتمد على نوعيتها وكميتها، وقد تؤدي إلى :
·الشعر والبلاستيك لا يمكن هضمها، فتبقى في المعدة،
وعند تكرر تناولها فإنها تترابط مع بعضها مكونة كرة من تلك المواد ، وقد تؤدي لانسداد الأمعاء.
· التراب يحتوي على الكثير من المواد الضارة والسامة، وغالبا ما تؤدي لفقر الدم
· المواد الصلبة ( مسمار- مفتاح ) قد تؤدي لانسداد الأمعاء
كيفية التعامل مع الحالة؟
التعامل مع الحالة مسئولية كبيرة على الوالدين ، من خلال معرفة المسبب وإزالته،
كما علاج الأعراض الناتجة من تناول التراب والأشياء الغريبة.
· إبعاد المواد السامة والخطرة عن الطفل
· أعطاء الطفل الحب والحنان من خلال القول والعمل
· أظهار الأحاسيس الخاصة نحو الطفل وأنه شيء كبير ومهم
· الابتعاد عن التوبيخ والنهر والضرب فهي أساليب عقيمة وغير مجدية
· معرفة الضغوط النفسية التي يواجهها الطفل
· علاج فقر الدم وسوء التغذية
ماهو مرض البيكا ؟؟؟
عرف الكثيرون عن اضطرابات الاكل عند الرضع والأطفال الصغار، فثمة اضطرابات
تكون عند الأطفال الصغار، وقد تكون عند الكبار ولكنها نادرة بالنسبة
للكبار، من هذه الاضطرابات ما يعرف بـ "بيكا"، وهو أن يقوم الطفل بأكل مواد
غير قابلة للاكل، وغير قابلة للهضم، وتكون هذه المواد غير مفيدة لنمو
الطفل.
يكون هذا السلوك الغذائي غير مقبول اجتماعياً أو ثقافياً في المجتمع الذي
يعيش فيه الطفل، والصفات التي تكون عند الطفل لا تؤهله للتشخيص بمرض
التوحد (stic Disorder) أو اضطراب الفصام عند صغار السن، هذا التشخيص الآن
تم رفعه من الدليل الامريكي للتشخيص للامراض النفسية والعقلية، ولكنه كان
موجوداً في الطبعة السابقة (الطبعة الثالثة).
;هذا الاضطراب كما ذكرت يصيب الأطفال الصغار بصورة أكثر بكثير من الكبار،
ويمكن ان يحدث في الاشخاص الذين يعانون من التخلف العقلي (Mental
Retardation)، ويأكل الأطفال المصابون بهذا الاضطراب مواد غير مقبولة مثل
اكل التراب أو الطين، وبعضهم يأكل مواد صلبة قد تسبب له اضرار كبيرة في
الجهاز الهضمي، ولكنهم لا يرتدعون عن القيام بأكل هذه المواد غير القابلة
للاكل والهضم، وقد تم رصد حالات لنساء حوامل قمن بأكل مثل هذه المواد
الضارة، وغير المقبول اكلها وتسبب اضرار جسدية للشخص.
ولكن إذا كان اكل بعض المواد غير المقبول في أكثر الثقافات والمجتمعات،
ولكن مقبولا في بعض المجتمعات، فقد وجد بأن هذا الاضطراب مقبولاً ويتم
بصورة أكثر بين سكان استراليا الاصليين (البورغيني). عند هذه الحالة فإن
هذه الحالات لا تسمى بيكا (Pica).
مدى انتشار هذا الاضطراب
تقول الدراسات بأن نسبة انتشار هذا الاضطراب يقدر ما بين 16 إلى 32%
الأطفال مابين سن العام الواحد إلى سن ستة أعوام، بينما الاضطراب يقل بشكل
كبير في الأطفال الذين تزيد اعمارهم عن 10 سنوات والتي قد تصل إلى 10%،
هذا الاضطراب يكاد يكون نادر الحدوث في الأطفال الطبيعين أو المراهقين حتى
ان الدراسات تقول انه لا يوجد هذا الاضطراب بين المراهقين الاسوياء،
بينما في المراهقين الذين يعانون من تخلف عقلي فإن حوالي ربع المصابين، أي
حوالي 25%من هؤلاء المراهقين يعانون من هذا الاضطراب والذين هم في سن
الدراسة والمراهقة، وتشير الدراسات بأن الأطفال الذين يعيشون داخل مصحات
خاصة بسبب مشاكلهم النفسية أو التخلف العقلي تصل أيضاً نسبة هذا المرض إلى
25% وتبلغ نسب هذا المرض في الاولاد والبنات بالتساوي تقريباً.
اسباب هذا المرض
هناك العديد من النظريات التي طرحت لشرح مرض بيكا ولكن للأسف لم تقبل أي
منها على مستوى العالم، ولكن الملاحظات بأن هذا المرض يكون انتشاره اقرب
بين الاشخاص الذين يعانون من مرض البيكا.
o سوء التغذية واحد من الاسباب التي قيلت بأنها قد تكون ذات دور في هذا الاضطراب، لكن واقع الأمر لم يثبت هذا
o ثمة نظريات اخرى تقول بأن نقص بعض المواد المعدنية عند الطفل مثل الزنك
والحديد قد تكون سبباً في جعل الطفل يأكل هذه المواد غير القابلة للاكل،
وان هناك تحسن بالنسبة للاطفال عند معالجتهم باعطائهم المواد المعدنية
التي يعانون من نقص بها.
o إهمال الوالدين للطفل وحرمان الطفل من رعاية وحب والديه قد يلعب دوراً في هذا الامر.
o ثمة أمر آخر وهو أن بعض الثقافات تشجع على بعض هذه السلوكيات خاصة عند
الكبار مثل أكل التراب أو الطين أو بعض المواد الصلبة مما يجعل الأطفال
يقلدون الكبار في فعل مثل هذه الاشياء.
الأعراض
إن أكل المواد التي لا يستطيع الآخرون اكلها، والتي تعتبر ضارة ولا تستطيع
الأجهزة داخل جسم الإنسان هضمها يعتبر امراً غير طبيعي إذا تجاوز عمر
الطفل الثامنة عشر شهراًK وعادة فإن بدأ المرض يكون بين سن اثني عشر شهراً
واربعا وعشرين شهراً، ويتضاءل نسبة بدأ المرض مع التقدم في العمر.
المواد الغريبة التي يأكلها الطفل تتراوح بين كل ما يصل إلى يده، خاصة مع
قلة الاشراف والعناية به من والديه، وكلما كان الطفل أكبر سناً كلما
استطاع الحصول على مواد أكثر والتهمها وربما اصابه الضرر من جراء تناول
هذه المواد، وعادة يأكل الأطفال ما يصل إلى ايديهم مثل الملابس، المواد
البلاستكية، الخيوط الشعر، الاوراق وكل ما يصل إلى يده من المواد التي عادة
ما تكون تستخدم في المنزل وتترك، ولقد شاهدت طفلا يأكل اوراق الصحف بنهم
غريب، وحقيقة كان اهمال والديه له لعب دوراً كبيراً، فرغم انه كان في
الرابعة أو الخامسة من العمر الا انه كان مهملاً تماماً بسبب اعاقته
العقلية؟..
الأطفال في سن أكبر يكون لهم القدرة على الوصول إلى أشياء اخرى أكثر من
الصغار فتجدهم يأكلون القاذورات وفضلات البهائم والحجارة وغيرها من
الاشياء التي يستطيعون الوصول اليها.
o إن هذه الحالة تعد من الحالات التي تهدد حياة الطفل، لأنه قد يبتلع
أشياء سامة، أو يأكل موادا حادة قد تمزق امعائه وتصيبه بنزيف داخلي قد
يقود إلى وفاته، وأهم ما قد يقود إلى الوفاة هو التسمم بالرصاص، وهذا قد
يكون من أكل مواد تحوي الرصاص كالاوراق أو الرسمات التي تحوي رصاص.
o الأمر الخطير الآخر هو عند أكل مخلفات الحيوانات التي قد تحوي ديدان أو حشرات أو جراثيم تسبب له أمراضا خطيرة
o قد يقود اكل التراب والطين إلى نقص في الزنك وإلى انيميا حادة. يحدث للطفل نقصا حادا في الحديد إذا اكل كمية من النشأ (Starch).
o يحدث لديه انسداد في الأمعاء إذا اكل حجارة أو كتل من الشعر أو أي مواد صلبة اخرى.
o في حالات الأطفال الذين لا يعانون من تخلف عقلي فإن مع التقدم في العمر
يقل هذا الاضطراب واصبح أكثر خطورة منه عندما كان صغيراً وربما بعضهم
تتلاشى الاعراض هذه في سن المراهقة.
o اضطراب البيكا الذي يكون مصحوباً بالحمل عند بعض النساء ينتهي بعد
الولادة. فهناك بعض النساء يملن إلى أكل بعض أنواع الطين أو الكتل
الطينية، وهذا شيء تقليدي اجتماعي، ثقافي، لا يستغرب في بعض المناطق خاصة
في بعض الدول الافريقية أو الآسيوية.
التشخيص:
فيما يتعلق بتشخيص اضطراب ابيكا فإن هناك أربع صفات يجب توفرها في الشخص
حتى يتم تشخيصه بأنه يعاني من هذا الاضطراب وهذه الأعراض الأربع هي:
1. الأكل المستمر لمواد غير مقبولة وغير صالحة للأكل، لمدة لا تقل عن شهر.
2. أكل مواد ضارة وغير قابلة للهضم ولا تتناسب مع عمر الشخص وتؤدي إلى التأثير على نموه.
3. الأكل لهذه المواد غير مقبول اجتماعياً وثقافياً في تلك المجتمعات التي يعيش بها الشخص.
4. إذا كان الشخص الذي يقوم بهذا السلوك في الأكل، يشكو من أمراض أو
اضطرابات نفسية أو عقلية، مثل التخلف العقلي أو الفصام، فإنه يجب الأخذ
بعين الاعتبار هذا الاضطراب، ويجب ان يتم الاهتمام به، كاضطراب منفصل عن
المرض العقلي كالفصام أو التخلف العقلي.
العلاج السلوكي والنفسي والاجتماعي والتوعية والدعم تخفف من أعباء وضغوط الاضطراب الصعبة
إن مآل المرض في الأطفال يختلف من حالة إلى أخرى، عند بعض الأطفال يتم
الشفاء التام من المرض عند المراهقة، وكذلك إذا كان مصاحباً بالحمل (أي
عند المرأة الحامل) فإن المرض أو نوبات الأكل غير الطبيعي للمواد غير
القابلة للأكل مثل الطين أو الكتل الرملية المتجمدة فإن هذا الأمر ينتهي
بنهاية الحمل.
العلاج:
للأسف الشديد فليس هناك علاج ناجع لهذا المرض، ولكن قد يكون العلاج
السلوكي، والعلاج النفسي والاجتماعي وكذلك التوعية للأسرة وللمقربين من
الشخص. كذلك تقديم الدعم والرعاية للأهل وتخفيف العبء والضغوط النفسية على
الأهل.
o إذا كان المرض أثر على بعض الأجهزة في الجسم فإنه يجب علاج الاضطرابات
الحادثة. كذلك فإن عند اختلال المواد العضوية في الجسم فإنه يجب تعديلها.
o هناك حالات قليلة بتعديل الزنك والحديد في المريض فإنه يتم شفاء الطفل المريض بهذا الاضطراب الصعب.
o قد لا نرى في الحياة العامة مثل هؤلاء الأطفال، ولكن في العيادات الخاصة
بالأطفال المرضى النفسيين والأماكن الخاصة بالأطفال المعوقين (ذوي
الاحتياجات الخاصة) فإن هذا الأمر منتشر ويستدعي الكثير من الاهتمام
والرعاية لمن يعملون في هذا المجال..