و عن سمة الوضوح في
المعاملات ، و حب الاتفاق المبدئي من الأساس في الأمور الهامة ، حفاضا على
العلاقات التي يحتمل أن تسوء في غياب الوضوح و الاتفاق المسبق ، توجد
مجموعة من الأمثال الواضحة الدلالة حول هذا الموضوع و التي تثبت تأصل هذه
السمة في الشخصية الجزائرية و منها :
-المعنية زينة و لا دواس النادر -
و -المعنية - تعني الاتفاق المسبق ، و -زينة - تعني جيدة و لازمة و -الدواس
- تعني الخصام و الشجار ، و -النادر - تعني البيدر الذي يتم فيه درس
المحاصيل الزراعية .
و مضمون المثل هو أن على الناس أن يتفقوا منذ بداية الزاعة في الحقل على
كيفية المعاملة التي يتم بها توزيع الأرباح و تقسيم الانتاج ، قبل الوصول
الى يوم الدرس و نشوب الاختلاف بين المشتركين ، حول نصيب كل فرد ، مما يعرض
العلاقات الاجتماعية الى التصدع بسبب الصراع الذي قد يحصل نتيجة الاجحاف
المحتمل أثناء توزيع الانتاج.
و يؤكد هذا المثل ثلاثة أمثال أخرى تختلف معه في اللفظ و تشترك المعنى و هي :
-المعينة في العرقوب خير من وجيع لقلوب -
و -العرقوب - معناه الحقل ، و - وجيع - معناه التألم ، و الحسرة التي تصيب القلب نتيجة الندامة.
و - المعينة في اللسان و لاصداع الراس-
و كلمات المثل واضحة الدلالة و المعنى ، و لا تحتاج الى الشرح ، و نفس المعنى نجده في مثل آخر يقول :
- أنمسقهام و حذناغ أخير ما نمسفهمام أر القاضي -
و
مضمون المثل هو أنه يستحسن أن نتفاهم لوحدنا بالهدوء و الراحة أحسن من أن
تفاهم عند القاضي ، بمعنى أننا أحسن مما نختلف فيما بعد و نضطر الى المثول
أمام القاضي ليحكم بيننا بما في ذلك من ضياع للوقت و المال .و المساس
بالسمعة ، حيث ان التقاضي في المجتمع التقليدي الجزائري يعتبر عيبا كبيرا
يحرص الناس على تجنبه ، الا اذا دعت الضرورة القصوى الى ذلك خاصة و أن
التقاضي كان هو العدو المحتل .