و
الصراحة عادة ما تتماشى مع الصدق و تعارض الكذبة بطبيعة الحال ، و من
الأمثال الشعبية و الأقوال المأثورة التي تؤكد اتصاف الشخصية الجزائرية
بالصدق هي :
- الي يتغذى بالكذب باش يتعشى -
و كلمة - ألي - معناها الذي و كلمة - باش- تعني بماذا ، و معنى المثل أن
الذي يتغذى بالكذب بماذا يتعشى ؟ أي أن الكذب لا يثبت أمام الحقيقة و أن
الكذب زائل لا محالة ، و لا يحق الا الحق في النهاية ، و يؤكد هذا المعنى
آخر يقول :
-حبل لكذب قصير - و كلا
المثلين يدلان على نبذ الكذب و حب الصدق . و توجد أمثلة أخرى تندد بالكذب و
تنقد الكذابين ، و تدعوا الى التمسك بالصدق مهما تكن النتائج ، و منها :
- ألي يبليه ربي بالكذب ما ينكونش نساي - و كلمة - يبليه - معناها يبتليه و - مايكونش - معناها لا يكون .
و مضمون المثل هو أن الشخص الذي ابتلاه الله برذيلة الكذب يجب أن يكون قوي
الذاكرة لأنه سينكشف حاله بسرعة حيث سينسى ، و يعود الى طبعه فيقول الحقائق
التي تكشف كذبه ، و معنى ذلك أن الأصل في الأشخاص هو الصدق ، و ان الكذب
عارض و لا يلبث أن يزول ، و يجلوه الصدق الذي يسود في النهاية .
- و كي سرق حضرت كي حلف صدقت -
و كلمة - كي - تعني عندما ، و - حلف - تعني أقسم ، و معنى ذلك هو الاستغراب
من الشخص الي يرتكب شيئا منكرا ثم يكذب متنكرا لفعله ، و هو سلوك ممقوت
جدا من طرف المجتمع.
و يوجد نفس المثل السابق في صيغة أخرى باللهجة القبائلية يقول :
- مي يوكر حضرغ مي يقول أمنغ -
و هذا النقد للكذب و الكذابين ، يدل على حب الصدق و التمسك به ، كفضيلة و
قيمة اجتماعية متأصلة في وجدان الناس ، على أن هذا الموقف من الصدق و الكذب
لا يعني خلو المجتمع من الكذابين و لكن المهم هو مقاومة الكذب و نبذ
الكذابين ، و الدعوة الى الصدق مهما تكن النتائج .
و لذلك وجد مثل آخر يقول :
- تبع الكذاب ألباب الدار - و آخر يحمل نفس المعنى يقول :- تبع الكذاب لفم الباب - أي أن حبل الكذب قصير . و يجب أن يكشف صاحبه ، و يفضح ليكف عن ارتكاب هذه الرذيلة في حق المجتمع